*عن حديث السيد*

*عن حديث السيد*

بات الجميع ينتظر موعد كلمته فأي مناسبة كانت دينية او وطنية ...
في المناسبات الدينية عرف الكثير مما لا يعرف عن تاريخ الدين وأصول الدين وشخصيات الدين التي كانت مغيبة. واستقينا من فيضه الحكم والعبر من تلك المناسبات الأصيلة التي تربط الفرد المسلم بهويته الدينية وتصحح لديه المفاهيم التي تحرفت وتبدلت .

كذلك في المناسبات الوطنية جعل لها مساراً صحيحاً. مناسبات وطنية حقيقية فيها من الإستقلال الخالص والمجد والرفعة للوطن مما يستحق الذكر والتمجيد .

عرفنا هذا السيد معلماً، مربياً ومرشداً. كلامه درر ..لا يأتينا إلا بالحكم والمواعظ لم يكن قط خطابه طائفياً او مناطقياً كما وصفوه، ولم يكن يوماً محرضاً على الإقتتال. 
فهو يتحدث عن قضايا مركزية سياسية ودينية محلية وقومية ..

لم تحيد خطاباته أبدا عن المنطق السليم ولا عن المنهج القويم ..
في خطابه الأخير في يوم الصمود الوطني تجلت عدة مفاهيم لدى كل من سمعه ..
ملخصها إنه قائد محنك لم يغفل عن اي جانب هام من جوانب الحياة التي تضمن للفرد اليمني والعربي والمسلم حياة كريمة خالية من العبودية والذل والمهانة. هو يدعو للتحرر. التحرر الحقيقي وليس الذي تصدح به أمريكا على إنها بلاد الحرية والديمقراطية. فهي بذاتها التي تقوض الحريات وتتصف  بالعنصرية البغيضة..! 

هذا السيد يريد ان تتكسر كل الأسيجة والقيود، هو يعي ان حرية الإنسان تكمن في الخلاص من التبعية والولاءات والطاعات للدول التي تسمى بالعظمى ..!

لأن التاريخ والمواقف شواهد على ان حكام تلك الدول  لا يريدون الخير للأمة الإسلامية جمعاء .

هذا المعلم والمرشد والإنسان قد سقانا مفاهيم أصيلة. وكم من قيم ايقظها من سباتها. وكم من حقائق كشفها لنا. لقد خاطب حتى ذواتنا ونبهها وهذبها.

فعندما يكون لنا قائد بهذه الصفات فلنا الفخر ولنا شرف الإنصات إليه وطاعته لأنه لا يريد لنا غير الخير والسلام والأمان والإستقرار ..

هو يحدثنا عن أدق الأمور التي قد نغفل عنها وهي في حقيقة الأمر تجعلنا أمة منظمة معتمدة على نفسها ،ويحدثنا عن أساسيات في الحياة لا نهلك بعدها ان حذونا حذوها ..

هذا هو السيد العظيم من أتاه الله فصل الخطاب، وسكب عليه فيضاً من الحكمة والرحمة والوقار ..
هو نور، من أبصره أهتدى هو فيض، من اغترف منه امتلأ. هو علم شامخ من أعلام الهدى ..
فكيف بنا لا نتّبعه في كل ما يقول ؟!