دخل العام السادس من العدوان الكوني على اليمن. وبعد التضحيات الجسام التي رسمت خطوط النصر. لن ننسى دماء شهدائنا ونحن في غمرة الإنتصارات. فقد انبتت لنا هذا النصر العظيم. وفي ذكرى إستشهاد رئيسنا صالح الصمّاد يطيب لي بعض الحديث عنه ..
هو ذلك الشهيد العظيم من قد كرّمه الله بوسام آلهي جزاء روحه الإيمانية التي انبثقت منها مواقف كبيرة حد العظمة ..
فنال الشهادة في سبيل الله. واصطفاه سبحانه وتعالى وهو في ذروة العطاء وقمته ..
من يعرف تاريخ هذا الرجل العظيم سيدرك حجم ما أعطى وحجم مابذل وناضل ..
تحرك في سبيل الله تحركاً جدياً، فعالاً ومثمراً. كانت نفسه المتقية لله تقوده دوماً لفعل الخير لا سواه. كانت القناعة كنزه الذي لم يفنَ حتى ارتقت روحه الى باريها ..
هو ممن تعلق قلبه بالقرآن وبالمساجد؛ فأنعكس ذلك على خلقه الراقي وتعامله المهذب مع الآخرين .
كان تاريخه حافلاً بالمواقف الجهادية الجسيمة في مدينة صعدة الشموخ التي استقى أهلها من معين العلم، ومن معين الإيمان الذي لا ينضب حيث أعلام الهدى الذين أناروا بعلمهم طريق الاتقياء ووثقوا حبال الإرتباط بالله جلَّ علاه ..
ومن بعد نضاله في مدينة صعدة أراد الله له ان يكون حاكماً عادلاً ..حاكماً لا تتنازعه الأهواء وانما عمل جاهداً ليرضي الله وينتهج دستوره ويهتم بشؤون دولته دون ان تتحكم به الأنا الأنانية التي يغريها بريق السلطة والمال .
نحن وفي تاريخ إستشهاده سلام الله عليه نتذكر مناقبه التي كانت من النادر حدوثها ووجودها ..ذاك الإنسان العظيم الذي خلف مآثر جمة ،من دخل قلوب كل اليمنيين ببساطته، بعفويته وبتواضعه بالرغم من مركزه الحساس، والذي قد يجعله يوجد حواجز بينه وبين شعبه من باب الحماية الأمنية او الغرور الذي يعتري من هم في مراكز حساسة ..
بل كان على العكس يخرق؛ ج لتفقد رعيته واستشهد وهو في طريقه لمراعاة مصالح شعبه في الحديدة بالرغم من كونه قد عُيّن في مركزه في فترة عصيبة ويترصده الباغون ..
برقي اخلاقه وإيمانه تربع على عرش كل فرد يمني حر شريف يعرف معنى الكرامة والحرية الإباء ..
فكم اذهلنا في حياته وكم اذهلنا بعد إستشهاده. فإن يستشهد او يموت رئيس دولة وهو لايملك قصراً او حتى بيتاً متواضعاً. فهذه لم نسمع بها قط إلا في القصص الخرافية ...والحديث عن مناقبه يطول شرحه وتعجز الكلمات عن الوصف .
سلام الله عليه قد مثل قيماً عظيمة، وكان هو السلام بذاته. السلام الذي بحث عنه بكل الطرق المتاحة دون ان يمس كرامة اليمن واليمنيين بسوء ..
لطالما بحث عن الحلول ليعيش شعبه في عز ورخاء وأمان ..
كانت خطاباته تصل للقلب لمصداقيتها وشفافيتها. لم يكن متكلفاً في حديثه او مستهتراً بشعبه ..كان بروحه المتشبعة إيماناً يعكس زهده ووقاره وحنكته وكياسته ..
لم يخضع قط للطغاة ولم يركب موجتهم لأجل حفن المال ..ولهذا اغتالوه لأنه لم يذعن لهم ولم يكل أو يمل عن جهاده في سبيل الله وسبيل إعلاء كلمته.
إغتالوه ولم يغتالوا مواقفه وعباراته التي لا زالت تخلق فينا الحماس والإجتهاد والبذل والعطاء .
كان محصناً ضد شهوات الدنيا. كان يرجو ثواب الله ورضاه في كل أعماله
وهو ذاك الرئيس الإنسان؛ الذي لم ولن ننساه.
فسلام الله على روحه الطاهرة
لم يكن اغتياله قد اثر فينا. لم يزيدنا سوى عزماً لمواصلة المسير في الدفاع عن مقدرات الوطن ..لم تُغتال مبادئ الصمّاد لم ينطفيء نوره ..
بل هو حيٌ فينا وعامل هام من عوامل الصمود الأسطوري والبذل والعطاء. فسلام الله على روحه الطاهرة .