إن يَنصُرْكمُ اللهُ فلا غالِبَ لَكُمْ

إن يَنصُرْكمُ اللهُ فلا غالِبَ لَكُمْ

بقلم /أحمد المتوكل

عدوانٌ لأكثرَ من سبع سنوات، وعجزٌ للأدوات عن تحقيق مخطّطات أسيادهم الكُفَّار، وسعيهم الحثيث لمحاربة الإسلام والمسلمين في كُـلّ بلد، وتنامي القدرات العسكرية لليمنيين كلما استمروا وصعَّدوا من عدوانهم.

يستمر العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن منذ أن بدأ في 26 مارس 2015م دون أن يحقّق أيًّا من أهدافه الاستعمارية، في ظل عجز أدواته المتمثلة بالأنظمة السعوديّة والإماراتية والقطرية، والجماعات التكفيرية المصنوعة بريطانياً كالإخوان المسلمين، والمصنوعة أمريكياً كالقاعدة وداعش.

وما لم يحصلوا عليه بالعدوان العسكري لن يحصلوا عليه بتضييق الحصار ومنع الغذاء والدواء والمشتقات النفطية من الدخول للشعب اليمني والذي يُعتبر حقاً إنسانياً لا تفاوض ولا مساومة فيه، كُـلّ القوانين الدولية تكفلُ تلك الحقوقَ في أعتى الحروب، لكن ذلك غير وارد عند آل سعود وآل زايد -أحذية اليهود- الذين أنشأتهم بريطانيا لحماية طفلِها غير الشرعي المتمثل بالكيان الإسرائيلي، والدليل على ذلك هو اعترافُ الخبراء الصهاينة بأن السعوديّة والإمارات هما خَطَّا الدفاع الأول عنهم، وأن الضربات الصاروخية لأنصار الله على السعوديّة والإمارات ليست إلا تدريباتٌ ومقدّماتٌ لضربهم.

التَخَوُّفُ الكبيرُ للكيان الإسرائيلي من تلك الضربات كافٍ لأن يُعيد المرتزِقة حساباتهم، وأن يتركوا القتالَ في صفوف الكفار، وأن يُنذِروا حياتهم ومماتهم لله، وليس للسعوديّ والإماراتي ومن خلفهم ثلاثيُّ الشر “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا” لو كانوا يحملون في قلوبِهم ذرةً من إيمان.

إن كان تحالف العدوان يُراهِنُ على الوقت فَـإنَّ استمرارهم في عدوانهم يزيدُنا قوةً وعزة وبصيرةً وثقةً وإيماناً بالله وتوكلاً عليه، ونزدادُ تصنيعاً وتطوراً متنامياً ومتسارعاً في القدرات العسكرية، وبالمُقابِل يزدادون فشلاً وذلاً وخسراناً وتسوُّلاً وخضوعاً تحت أحذية أسيادهم -أمريكا وإسرائيل- الكفّار المجرمين، والشواهدُ كثيرةٌ على ذلك، مثل انتصار الثورة الإسلامية في إيران بعد ثماني سنوات من العدوان الصدَّامي المدعوم والمُموَّل من دول الخليج وبأمرٍ من أمريكا، وفشلوا أمامَ الثورة الإسلامية التي صححت مسار الأُمَّــة ووجهت بُوصلة العِداء نحو الكيان الإسرائيلي، وجعلت قضيةَ القدس هي القضية الأولى والمركزية، ودعت إلى توحد الأُمَّــة الإسلامية، والشاهدُ الآخرُ هو انتصارُ حزب الله على غزو وعدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان، رغم دعم الدول الخليجية لذلك العدوان، قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أموالهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.

وإن كانوا يراهنون على القوةِ العسكرية، فنحن باللهِ أشدُّ وأقوى، فهو مالكُ السماوات والأرض وهو ناصِرُنا {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}.

وإن كانوا يراهنون على تشديدِ الحصار وتصعيدِ عدوانهم، فسيكفينا اللهُ شَرَّهم فهو حَسبُنا ونِعمَ الوَكِيل، ومهما استمروا في عدوانهم وصعَّدوا وحشدوا فَـإنَّ مصيرَ الحق هو الظَّفرُ والفلاح، ومصيرَ الباطل هو الخُسرانُ والنِّياح.