أحمد عبدالله الرازحي
نأتي للواقع الذي لا يستطيعُ أحدٌ إخفاءَه، وبالتحديد واقع الشعوب والدول، هنا أحدثكم عن واقع الدول الأُورُوبية ودول الشرق الأوسط العربية وعلى ضوئها سنحكُمُ هل سيكون وضع الدول العربية في المستقبل القريب أفضل وهل سيتحسن أم أنه يجب على الحكام والمسؤولين العرب تغيير نظرتهم للمنصب لتتحسن أحوال شعوبهم وأوطانهم.
في القرون التي مضت وقبل الحروب العالمية الأولى والثانية كانت الصراعات في ذروتها وخُصُوصاً في الحرب العالمية الثانية في 1939م إلى 1945م، حَيثُ حصدت هذه الحرب ملايين البشر ووصفت بالحرب الأكثر دموية في تاريخ البشر؛ لأَنَّها غيرت واقع الدول الأُورُوبية وغيرت مستقبلها فالصراع حركهم للحرب ليبقى الأقوى منهم.
انتهت الحرب المباشرة وبقت دولٌ كثيرة بعد هذه الحرب فعادت الدول للملمة شتاتها وإنشاء المدارس والجامعات وبناء منهج علمي مفيد لبناء الفرد أولاً ثم الفرد تلقائياً سيتجه لبناء الوطن وأمته.
وبالتالي عرفنا أن تاريخهم كأن مليئاً بالصراعات والحروب المباشرة التي غيرت نظرتهم للحياة!!
والآن هم في حرب باردة في مجالات التكنولوجيا وأمن المعلومات والاقتصاد والصناعات وسباق التسلح وَ… إلخ.
وهذا نتيجة الحرب التي صقلتهم وأوصلتهم لنتيجة أن البقاء للأقوى ولمن يبني وطنه في جميع المجالات.
وهذا الجميل في حروبهم وصراعهم أنهم عرفوا أن بناء المصالح الشخصية لا يفيدهم كأفراد ولا يفيد أوطانهم ونظروا للمناصب أنها مسؤولية بناء وطن وأمان وطن وليست مسؤولية بناء شخصي فقط.
الآن نأتي للدول العربية!!
طيب الدول العربية أين كانت قبل الحروب العالمية كانت موجودة ومشتتة والبعض تخضع للاستعمار، لديهم ثروات لكن لا علم لديهم، ولا شجاعة في الاستقلال بالقرار!!
خلاص لا عليكم، ننسى الماضي ونأتي للحاضر في تاريخ الدول العربية تقريبًا.
منذُ إنشاء أنظمتها كالسعوديّة والإمارات وَ… إلخ، أي أكثر من 100 عام أن صح التاريخ ولكن الدول هذه ما زالت في مستنقع الصراعات والحروب المُستمرّة حتى لو لم يكن هناك صراعٌ مباشرٌ فيها فالضرورة في عقليات الساسة العرب أن تلجأ لتمويل صراعات وحروب على دول عربية أُخرى كالعدوان على اليمن منذُ أكثر من 8 سنوات، فبالتالي الواضح أن لا رغبة لديهم في التقدم الصناعي والنهضة العلمية وبناء الإنسان العربي ويتجلى أن الرغبة الوحيدة لديهم في الحروب والقتل وأن يتخلوا عن المناصب إلى رجال أعمال كبار ويهربون دول أوروبا للاستثمار!
وهنا الفارق في نظرة المسؤول الأُورُوبي والمسؤول العربي للمنصب مقارنة ظاهرية عن واقع الدول الأُورُوبية ودول الشرق الأوسط وعلى ضوئها سنتوقع كيف سيكون وضع الدول العربية في المستقبل القريب هل سيتحسن أم أنه يجب على الحكام تغيير نظرتهم للمنصب لتتحسن أحوال شعوبهم.
نجد أن دول أُورُوبا استغرقت فترةً طويلةً في الصراعات والحروب أدركوا مؤخّراً أن التاريخ سينتهي بهم دون تحقيق شيء لأوطانهم.
ثم توقفوا لبناء أوطانهم من جديد وتحقيق العيش الكريم لشعوبهم والهدوء وبناء أجيال علمية منشغلة بالعلوم بجميع مجالاتها، بينما الدول العربية في ماضيها كانت مستعمرات ثم تحرّرت بفضل الأجداد الأبطال ليأتي جيل حاضرها بعدهم يحبون الحروب والصراعات أَو كأنهم خلقوا فقط للحروب!!
النتيجة أن فشل بناء الفرد ترتب عليه فشل إدارة الدولة العربية بمختلف أقطارها لماذا وصل الحال لما هو عليه اليوم?؛ لأَنَّ الساسة العرب منذُ تاريخ وجودهم وهم يعملون للصالح الشخصي وكأن الأوطان ملك للأشخاص فقط، فنجدهم يهتمون فقط بكنز الأموال في الوقت الذي يتضور أبناء أوطانهم جوعاً وبؤساً وفقراً وبطالة ونجد أن الساسة العرب كُـلّ فترة وأُخرى يتغيرون وينتقلون لمجال ريادة الأعمال في حين وصلوا إلى سلطات بلدانهم وهم فقراء يشكون العوز فكيف يصبحون رواد أعمال بعد المناصب كيف هذا?!
لأنهم سخروا مناصبهم لصالحهم الشخصي الخاص بهم وليس لأوطانهم البائسة!!
فاليوم مهما ظهرت ثورات عربية وتفاءل العرب بمستقبل أفضل إلَّا أنها تأتي وبعقليات تحكم وهي ناقصة ولم تكتمل!!
ويأتي حكام بنفس العقليات التي مضت فقط الجشع والجوع هو من يحركهم فيستلبون مصالح الشعوب للصالح الشخصي وهذه الطامة الكبرى!!، حَيثُ سيبقى هذا الحال حاصل في الشعوب العربية إلى يوم القيامة، ما لم يغير حاكموها نظرتهم للمنصب من توظيفه للصالح الشخصي إلى أنه منصب ومسؤولية بناء الإنسان وَالوطن بالعلم والحياة الكريمة وسيساعد بناء الإنسان حتماً في بناء الأوطان والشعوب العربية!