(وهو شهر الصبر، وإن الصبر ثوابه الجنة)، من أهم ما نتعلمه في شهر رمضان هو الصبر، ونتروض على الصبر، نحن في شهر رمضان نتروض على الصبر، نتعود على الصبر، فنكتسب المزيد من القدرة على التحمل، والصبر فضيلة عظيمة، والصبر مسألة أساسية جداً لكل مجالات العمل الإيماني، لكل الجانب الإيماني، في الالتزام بطاعة الله “سبحانه وتعالى”، في أن تنتهي عمَّا نهاك الله “سبحانه وتعالى”، في النهوض بالمسؤوليات والأعمال العظيمة، تحتاج إلى الصبر.
(وهو شهر المواساة)، فشهر رمضان من أهم ما فيه أنه شهر المواساة، من أعظم أعمال البر والخير، ومن أفضلها أجراً وبركةً وفضلاً عند الله “سبحانه وتعالى، هو المواساة في هذا الشهر، في شهر رمضان المبارك، المواساة للفقراء، والمستضعفين، والمحتاجين، والمكروبين، والملهوفين، بكل أنواع المواساة: المواساة المادية، المواساة المعنوية، الإحسان إلى الناس، إعانتهم، إعانة المحتاجين، إعانة الفقراء والمساكين، هذه مسألة مهمة جداً، وينبغي أن تكون من أكثر ما نركز عليه في شهر رمضان، عندما نركز مثلاً على القرآن ككتاب هداية، عندما نركز مثلاً على استشعار التقوى في شهر رمضان، وأن نلتزم، أن نتقي الله حتى في شهر رمضان نفسه، نحذر من المعاصي فيه، نحذر من الإهمال فيه، نحذر من التفريط في طاعة الله فيه…إلخ. أيضاً نركز مع عنايتنا بالتطوع في لياليه، نركز أيضاً على المواساة، على الإحسان، على الإحسان.
(وهو شهرٌ يزيد الله تعالى فيه في رزق المؤمن)، هذا من بركات شهر رمضان، (ومن فطَّر فيه مؤمناً صائماً، كان له عند الله “عزَّ وجلَّ” بذلك عتق رقبة)، لاحظوا، هذا أجر كبير جداً، أجر كبير جداً، عندما تساعد صائماً مؤمناً وتوفر له الإفطار، فأنت تحظى بهذا الأجر الكبير، بمنزلة عتق رقبة، هذا أجر عظيم جداً، أجر عظيم، الله “سبحانه وتعالى” عندما قال في القرآن الكريم: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}[البلد: 11-14]، {فَكُّ رَقَبَةٍ} من أعظم الأجر الذي تؤجر عليه عتق الرقاب؛ أما هنا فعندما تقدم هذه المساهمة، عندما تقدم هذه المساهمة؛ لأنها من المواساة، فتسعى إلى توفير احتياجات الآخرين، تطعم الطعام، تقدم من المواد الغذائية.
لاحظوا، البعض من الناس- وبالذات ميسوري الحال- قد يتبذر في شهر رمضان، يوفر له متطلبات كثيرة من أنواع الطعام، ويذهب بالكثير مما بقي إلى القمامة، إلى القمامة، فيقع في وزر التبذير، في وزر التبذير، ذنب كبير التبذير، لو كان عنده اهتمام، بدلاً من أن يبذر، أن يقتصر على المحتاج إليه، وأن يستفيد مما يسره الله له، وأفاض الله به عليه من الرزق، فيواسي الآخرين؛ لينال هذا الأجر العظيم.
كم هناك من طبقة الفقراء؟ الفقراء شريحة واسعة في المجتمع، الكثير من الناس فقراء، والبعض منهم قد يصل إلى درجة المعاناة في الحصول على القوت الضروري، قد يأتي وقت الإفطار وهو لا يمتلك عشاءً ولا فطراً، فأنت عندما تقدم له ما يساعده على أن يتوفر له فطره وطعامه واحتياجاته الضرورية، أنت بذلك تحصل على أجر عظيم، وفضل كبير جداً.
من المهم بالدافع الإيماني، والذي ينمي فيك حتى الإحساس الإنساني بأوجاع الآخرين وظروفهم، أن تحسب حساب ذلك في اهتماماتك في شهر رمضان، البعض بينسى ذا الموضوع، ما بيحسبه من اهتماماته، ما بيحسبه من اهتماماته، وأن تحرص على أن تبذل جهداً في هذا الاتجاه بأقصى ما تستطيع، إذا تمكنت أن تساهم في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، أن توفر لأسرة ما يكون بمنزلة وجبة كاملة، هذا أجر عظيم جداً، أو أن تساهم في دعم الأفران الخيرية، التي تطعم الطعام، أو أن تواسي جيرانك إذا عرفت فيهم فقراء، أو معارفك من ذوي الأرحام والأقارب، هذه مسألة مهمة، ليكن هذا من اهتماماتنا؛ لأن أجر هذا كبير وعظيم جداً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
اللقاء الموسع للتهيئة لشهر رمضان المبارك 1442هـ