أيوب أحمد هادي
حين أعلن العدوان على اليمن من واشنطن كان ذلك يعني بأن العدوان برعاية أمريكية وتنفيذ السعوديّة وحين لم تتحقّق مطامع أمريكا في اليمن، واقتربت مفاوضات السلام من وضع حَـلّ لإيقاف الحرب وتحقيق السلام شعرت أمريكا بالهزيمة وسارعت إلى عرقلة تجديد مسارات الهُــدنة وإنهاء أي توافق يسعى إلى إيقاف الحرب.
فقد بدا ذلك الأمر واضحًا بكل تأكيد، وَفي ما يسمى بجلسة مجلس الأمن بشأن اليمن أعلنت أمريكا رفضها لمطالب الشعب العادلة التي من أهمها صرف الرواتب ورفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة والاستفادة من ثروات الشعب في صرف الرواتب، وعلق مبعوثها الخاص باليمن تيموني ليندركينغ حول تلك المطالب واصفاً إياها بالمطالب المتطرفة.
هذا التعليق كان كفيلاً للكشف عن الدور السلبي والخبيث الذي تلعبه أمريكا من خلال تحكمها في تحَرّكات الطرف الآخر خلال مفاوضات الهُــدنة وما يؤكّـد وجود خبث النوايا هي تصريحات المبعوث الأممي الذي كان ينقل ويصرح بالروايات الأمريكية، ولو أنها بدت أرق لهجة من تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص باليمن
فما الذي تريد أمريكا أن تصل إليه من وراء تلك التدابير؟ إنه الغاز والنفط وعلى ما يبدو أن الأزمة النفطية في أُورُوبا بدأت تتفاقم وبتفاقمها أصبحت أمريكا تبحث عن طرق أُخرى ليستمر تدفق النفط والغاز إلى أُورُوبا بدلاً عن الغاز الروسي والنفط السعوديّ؛ بسَببِ التمرد عليها ولا خيار لها سوى اليمن ولن تستطيعَ أمريكا أن تحقّق ذلك إلا باستمرار الحرب، أما الهُــدنة فليست في صالحها.
وبما يخُصُّ الوفدُ الوطني المفاوض فقد قدم كُـلّ ما يصُبُّ في مصلحة الشعب من المطالب المنشودة والمشروعة التي تضمن للشعب العيش الكريم ولكنها قُوبلت بالرفض من قبل أمريكا وبريطانيا، باعتقادهم أن في تحقيق تلك المطالب هزيمة لهم وانتهاء آمالهم وانتصاراً للشعب اليمني.
فما مصير السعوديّة الحمقاء من هذه التصرفات الهمجية خُصُوصاً بعد إعلان موقفها المؤيد لتصريحات أمريكا وبريطانيا الاستباقية رغم معرفتها بخطورة الموقف، وماذا إن عادة الحرب من جديد فهل ستنفعها أمريكا وبريطانيا في صد الهجمات عن منشآتهم النفطية حين تصبح في مرمى الصواريخ اليمنية.
حينها لن يكون الندم كفيلاً لتشعر بحماقتها، فلا أمريكا ولا بريطانيا ستنفعها ولهم في أرامكو وحقل الشيبة خير تجربة حين لن تقوى منظومات دفاع الباتريوت الأمريكية على حمايتها، فلا مناص لهم من تحقيق مطالب الشعب اليمني فهي حق ولا يمكن التنازل عنه.