إن الإنسان ليخجل من سعة رحمة الله

إن الإنسان ليخجل من سعة رحمة الله

قال الله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن: الآية29]،  بعد كل هذه النعم، وبعد كل هذا التجهيز لهذه الأرض، بما فيها من متطلبات الإنسان، واحتياجاته الواسعة، والتي وفر له فيها كل هذه النعم الواسعة والعظيمة، فهو “سبحانه وتعالى” يعرض علينا المزيد والمزيد من فضله، بعد كل هذه النعم، وكل هذا التجهيز لها على الأرض، لمصلحتك أنت كإنسان، هو يعرض عليك أنه لا يزال أيضاً جاهزاً لإعطائك المزيد، وجاهزاً إذا طرأ لك أي طارئ أن تدعوه فيستجيب لك.

 

هذا تكريم كبير للإنسان، تكريمٌ كبيرٌ للإنسان، بعد كل هذه النعم العجيبة جدًّا، والعظيمة جدًّا، والواسعة جدًّا، هو لا يغلق عليك بابه أبداً، بابه مفتوحٌ لك، أي وقت تريده، تسأله، تتوجه إليه بالدعاء، وتسأله المزيد من فضله، وإذا طرأ عليك أي طارئ تسأله، وهو جاهزٌ ليستجيب لك، هذا تكريم عظيم، تكريم عظيم من الله “سبحانه وتعالى”، يخجل الإنسان أمام الله، ويستحي من الله، أن يكون رحيماً به إلى هذه الدرجة، ومنعماً عليه إلى هذه الدرجة، وأن تتذكَّر ما هو أصلك، تذكَّر تكريم الله لك، وهو يعرض بهذا نعمه، والمزيد من كرمه، وأن بابه لن يغلق عليك أبداً؛ إنما يريد منك أن تستجيب له، واستجابتك له فيما هو لك أنت؛ أما هو فهو غنيٌ عنك، فيما يفيدك أنت، فإذا استجبت له، فهو سيستجيب لك، هو يستجيب لك، وعندما تسأله شيئاً، هو يعطيك ما هو أفضل، وأنفع، وأصلح لك؛ لأنه الذي يعلم بمصلحتك، وما فيه الخير لك.

 

{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، هو لا يقول: قد أنعمت عليكم بهذه النعم التي لا تحصى، هذا يكفي، وأنتم لا تستحقون شيئاً، ولا أقدم لكم أي شيءٍ إضافي، يكفيكم ما قد جهزته لكم على الأرض، قد أصبحت نعماً كافيه، وخلاص لا عاد أسمع ولا كلمة، أيش عاد تشتوا بعد كل هذا؟ لا، هو “جلَّ شأنه” الحي القيوم، وهو الجواد، البر، الرحيم، الكريم، فضله مستمر، عطاؤه مستمر، رحمته واسعة ومستمرة، وفي كل يومٍ وعطاؤه مستمرٌ لعباده، ينزل إليهم فضله، وتأتي إليهم نعمه الواسعة، التي لا تحصى.

 

{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، إن لم تشكروا هذه النعم الواسعة، إن لم تقدروا هذه النعم العظيمة، فأنتم في حالةٍ خطيرة؛ لأنه يرتبط بها مصيركم، ومستقبلكم في الحياة الآخرة مرتبطٌ بشكركم لهذه النعم، إن لم تشكروا هذه النعم، فستخسرون نعمه العظيمة في الآخرة، وسيكون لكفركم بهذه النعم، وتكذيبكم بهذه النعم، وعدم تقديركم لهذه النعم، وتعاملكم معها بالطغيان؛ العواقب السيئة عليكم أنتم في مستقبلكم أيضاً في الآخرة، وفيما يؤثر عليكم في الدنيا.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة السادسة 1442هـ