سلبيات القول الظالم

سلبيات القول الظالم

ثم التأثيرات السلبية على العلاقات الاجتماعية فيما بين المجتمع:

التأثيرات السلبية على مستوى الأخوة الإيمانية، والتفاهم، والتعاون فيما بين المجتمع؛ لأن الكلام الجارح، الكلام الظالم، الكلام السيء، من ضمن تأثيراته السلبية: أنه يؤثِّر:

 

على وحدة المجتمع.

على التآخي بين المؤمنين.

على التفاهم.

على التعاون.

وبالتالي يؤثِّر على مدى تفاعل الأمة وقوتها في النهوض بمسؤولياتها الجماعية، وهذه مسألة خطيرة جدًّا.

 

فيحسب الجرم في الكلام نفسه، عندما حِدْت عن العدل، عندما تجاوزت العدل، والجرم في آثاره، والجرم في نتائجه، والجرم فيما يترتب عليه، وهذه قضية خطيرة جدًّا.

 

في هذا الزمن دخلت وسائل في واقع الناس، وسائل للتعبير:

وسائل للتعبير، وسائل تترجم ما يقولونه، وتعبِّر عمَّا يريدون أن يقولوه، مثل: مواقع التواصل الاجتماعي، وما أكثر ما يأتي فيها من الجور في الكلام! ما أكثر ما يحصل فيها من التجاوز للعدل! فيما يعبَّر فيها، فيما يقال فيها، ما يكتب فيه وهو قول؛ لأن القلم والكتابة هي وسيلة تعبير، هي وسيلة تعبير؛ ولذلك تدخل ضمن القول.

 

فيلحظ في ذلك أيضاً هذا التعامل بلا مسؤولية، والتعبير عن قضايا كثيرة، والتفاعل مع ما يطلق من شائعات ودعايات، بلا تبين، بلا تحقق، بلا وزن للموقف، وزن للتعبير بميزان العدل، فيسهل على الكثير من الناس، والكثير من الشباب، والكثير من الرجال والنساء، الذين يدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي، يسهل عليهم أي تعبير، تجاه أي قضية، مهما كان مبالغاً فيه، مهما كان جائراً، مهما كان… وقد يكون في كثير من الحالات بهتاناً من الأساس، افتراءً من الأساس، والإنسان يكون قد حمَّل نفسه وزراً، وأغرق ذمته بذنبٍ ووزرٍ لم يكن له من حاجة، ولم يكن هناك من ضرورة لأن يفعل ذلك، لكن هكذا: [تشاعيب]، وأهواء، ورغبات، وانفعالات، والتفاعل الذي ينجرون إليه في ذلك الجو الذي هو سائد في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يطلق الإنسان موقفاً معيناً، أو تعليقاً معيناً فيه ظلمٌ وجورٌ، وهو مرتاح، يحس أنه أصبح شيئاً مهماً؛ لأنه يطلق مثل تلك التعبيرات والمواقف، لكنه عندما يرى يوم القيامة وزره وذنبه، وقد يتجمع الكثير الكثير، في بعض الأحوال قد تكون الأوزار في ذلك أوزاراً يومية، في كل يوم يحمِّل نفسه وزراً إضافياً، وأوزاراً إضافية، حتى يثقل نفسه بذنوب كبيرة، قضية خطيرة جدًّا، ولذلك يقول الله “سبحانه وتعالى”: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[الأحزاب: الآية58]، ويكثر هذا في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن الإنسان بمجرد أن يرى أي شائعة، أو يرى أي دعاية، فكثيرٌ من الناس يطلقون فوراً، بشكلٍ عاجلٍ جدًّا:

 

تعليقاتهم الخاطئة.

تعليقاتهم الظالمة.

تعليقاتهم الجارحة.

تعليقاتهم المسيئة.

وبتفاعلٍ سريع، وبدون تبين، وحتى بعد التبين بدون وزن لما يطلقونه من تعبير، أن يكون موزوناً بميزان العدالة، فلا يتجاوزه أبداً.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة السابعة والعشرون 1442هـ