محمد ابو نايف
لم يحدث من قبل وبهذه الطريقة المتخففة من أي تحفظات دبلوماسية ؛ ان يتحدث الرئيس مهدي المشاط معبرا عن موقف صنعاء في العام التاسع من مواجهة تحالف الحرب العدائية بقيادة السعودية .
السعودية التي لم تحضر في كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير المشاط ؛ بشكل لفظي لكنها حضرت طي الرسائل السياسية والعسكرية التي أبرقها لأعداء اليمن الرئيس مهدي من معقل قبيلتي حاشد وبكيل ؛ محافظة عمران برمزيتها ذات المدلولات المتفرعة وحضورها التاريخي المؤثر في صناعة الأحداث والمتغيرات اليمنية .. كما ولما لمحافظة عمران من دور حيوي في هذه المرحلة ؛ مرحلة الصمود اليمني وصناعة الانتصار لليمنيين لتكون عمران نافذة التطمين الرئاسي لأبناء الوطن بأن القادم القريب سيكون أفضل ؛ يقولها الرئيس المشاط كوعد ناجز الوفاء به رابطا الانتقال للقادم بكشف الخطة الامريكية الخبيثة المستهدفة لاشعال الفتن والصراعات في الجمهورية اليمنية ؛ اذ توخى الرئيس المشاط التحدث بصراحية تتجاوز عناوين الشفافية المزعومة لخلايا أمريكا في صنعاء حين كشف عن آخر التجارب الباليستية للقوة الصاروخية لردع سفينة معادية في مياه البحر الأحمر بما يعيدنا مسافة قريبة لتصريحه قبل أسابيع عن مناورات وتجارب عسكرية ستنفذها صنعاء في الجزر اليمنية ويبدو أن تنفيذها قد جرى دون اعلان رسمي ومعها عمليات أخرى تمت دون إعلان إعلامي نفذت بطريقة رسائل وضع الطرف المعني في الصورة .
غير هذا كان من الواضح امساك الرئيس المشاط بزمام الثقة فيما هو يعتزم انجازه مرحليا دون التغاضي عن ملف المرتبات ناقلا اياه من الهامش الانساني في مفاوضات الهدنة الى اجندة الاولويات العسكرية لانتزاع حق لا يسقط بالتقادم مهما تخادم الحمقى هنا مع الخونة والمرتزقة هناك لتمييع قضية رواتب الموظفين بتمرير حبكة غير بريئة يدير العدو خيوطها من خلف ستار صار فاضحا أكثر منه شيئ آخر .
استعادة الرئيس المشاط من محافظة عمران لما قاله وأشار إليه العام الماضي ذات عرض عسكري ضخم يعيد التذكير بمخاضات وارهاصات محورية كانت عمران كجغرافيا وتركيبة مجتمعية ساحة احتدام لتداعياتها مما دفع الرئيس المشاط لاستحضار الارث التاريخي البعيد لرجال القبيلة في عمران في أزمنة أبعد من حقبة الامامة والجمهورية لتكون اللحظة الراهنة هي النقطة الفارقة .
هنا بهكذا خطاب هام للغاية من قمة صناعة القرار في صنعاء يمكن بكل سلاسة فهم اللغة اليمنية الموجهة للأمريكان الذين حرص المشاط على لفت نظرهم الى اهمية استيعاب ما ادلى به والتعامل معه بالاستجابة دون قيد أو شرط لمطالب قيادة صنعاء الثورية والحكومية خاصة تلك المتمحورة حول تحرير اليمن من أي محتل والسعودية والامارات على مرمى درونز يمنية ساعة انتهاء وقت الفرصة الاخيرة للوساطة العمانية التي أشار إلى قرب نفاذها قائد الثورة اليمنية في خطابه الاخير ؛ خطاب التغيير الجذري والتشديد على حتمية رضوخ الاعداء لاعادة الاعمار وتعويض الاضرار ؛ المنطلقات الأهم التمهيدية لأي جولات تفاوض مقبلة ولأي احتمالات متوقعة لاضطرار صنعاء جيشا وشعبا لتدشين الخطة (ب) في المواجهة وادارة المعركة مجددا خاصة مع دوران عجلة النصر اليمني بإتجاه ذكرى المولد النبوي وعيد ثورة ٢١ سبتمبر كمحطتي انطلاق الى الابعد مما يتوقع …