معلومٌ لدينا- مهما كانت العناوين والذرائع- ما يريده الآخرون، على مستوى العدوان على بلدنا، رفعت عناوين لتبرير هذا العدوان، ولكن عندما دخل الأعداء إلى المهرة؛ ليجعلوا فيها قاعدةً عسكريةً أمريكيةً بريطانية، وأتى السعودي والإماراتي إلى المهرة، إلى حضرموت، إلى سقطرة، إلى ميُّون، ونرى التراتبية في العمالة، وطبيعة الأدوار في هذا العدوان، لنرى الذين هم من أبناء البلد، وخانوا وطنهم، وخانوا شعبهم، وخانوا أمتهم، ليسوا سوى أدوات رخيصة، يقدمونهم هم في المعارك؛ ليكونوا هم من يُقتَل، ومن يُجرَح، ومن يَخسَر، ومن يضحي بنفسه ويفدي بنفسه المحتل الأجنبي، وليأتي من خلفهم السعودي والإماراتي، ومن خلف السعودي والإماراتي يأتي الأمريكي، ويأتي البريطاني، سواءً في قاعدة الريان بحضرموت، أو في القاعدة في الغيضة في المهرة، أو في سقطرة، أو في ميُّون، ليأتي من خلف أولئك؛ لأنهم ليسوا سوى مجرد أدوات، الهدف من كل ما يفعلونه وما يقدمونه هو تمكينه هو.
ولهذا نحن نعي حقيقة هذه المعركة، ونعي خطورة التفريط فيها، وأننا لو فرَّطنا فيها؛ لكانت القواعد العسكرية للأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين في وسط صنعاء، ولكانت في مختلف بلدنا، في كل المناطق الاستراتيجية من هذا البلد، ولأذلوا شعبنا، ولأهانوا وقهروا شعبنا، ولما بقي لنا لا كرامة، ولا حرية، ولا استقلال.
ولكننا نرى اليوم كم أننا نعيش العزة، ونجسِّد الحرية موقفاً صادقاً، وموقفاً حراً، وموقفاً قوياً، هذه الروح الثورية، وهذا التحرك الصادق، هو الذي سيصل بنا إلى النتيجة الحتمية التي وعدنا الله بها، وهي: النصر، والله “سبحانه وتعالى” لن يخلف وعده، هو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7].
بهذه الروح الثورية والجهادية، وبهذه البصيرة، سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق، التي احتلها الأعداء؛ من أجل أن يخضعوها للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وسنكون حاضرين للتكامل مع كل أحرار أمتنا في كل قضايا أمتنا الكبرى، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً، لا يخضع لأي احتلال من أي عدوٍ خارجي، ولا يخضع لأي وصاية، لا تحت البند السابع، ولا تحت البند التاسع، ولا تحت أي بندٍ من البنود التي تكتب بأقلام الجائرين، وبإملاءات الطغاة والمستكبرين.
بهذه الروح الثورية والجهادية، وبهذه البصيرة، لا يمكن أن نستذل، ولا أن نضام، ولا أن نقهر، ولا أن نداس، ولا أن نخضع للتبعية لأعدائنا من الكافرين والمنافقين.
بهذه الروح الثورية والجهادية والبصيرة لن نكون شحاتين على أبواب أمراء آل سعود، ولا آل نهيان… ولا أي أحدٍ في هذا العالم، سنكون شعباً حراً، كريماً، عزيزاً، وسنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا، وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، لا نتراجع أبداً؛ لأننا اتخذنا قرارنا ببصيرة، وعلى بصيرة، والخزي والذل والهوان والعار على المستسلمين، واليائسين، والخانعين، والمتنصِّلين عن المسؤولية، والعزة للمؤمنين، والعاقبة للمتقين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1443هـ