فاطمة السراجي
“بناءُ جيشٍ وطني قوي” كان هذا أحد مخرجات الثورات السابقة، ذلك الجيش الذي طالما تغنَّوا فيه، جيشٌ هزلي سمعنا به لكننا قط لم نره، جُلُّ ما رأيناه هو جيشٌ نُزعت منه الهُــوِيَّة وسُلِبَ منه سلاحُه، وأُعطب بموافقة من العملاء وبأيدٍ أمريكية، جيشٌ يُجنَّدُ لخدمة الأسرة الحاكمة، ويدجَّنُ على أن يظلمَ أبناء شعبه، ويكون دُميةً في الأيادي الخارجية.
على النقيض تماماً ما إن ترى جيش ثورة ٢١ سبتمبر حتى تقف وعيناك امتلأتا بالذهول، جيشٌ وطني يحق لكل يمني أن يفخر به؛ لِما سطّره من مواقفَ بطوليةٍ؛ للدفاع عن أرضه في كُـلّ الجبهات، جيشٌ صنعته الثورة مثلما صنعت مئات الأسلحة النوعية.
إن اللوحة الفنية التي رسمتها العروض المهيبة لَهي خيرُ دليل وخير ثمرة، ويكفي كُـلّ مشكِّك أن يرى كُـلّ هذا البأس؛ ليعيَ أن ثورة ٢١ سبتمبر لم تكن لها أهداف هزلية أَو حبرٌ على ورق، بل حقيقة دامغة وإنجازات ينذهلُ منها الصديق قبل العدوّ.
اليوم نرى السعوديّ هو من يطلب الحوار، وكلّ ذلك من بركات القوة الصاروخية، ترسانة عسكرية ذاق بأسها الأعداء في الميدان، لم تعرف الخضوع ولا الاستسلام، تترجمُ شدةَ بأس الثورة، وأسلحة بعيدة المدى يرتجفُ لذكرها الأعداء، ويخرون إلى طاولات الحوار مضطرِّين.
من ميدان السبعين، فلتشهد أيها العالم أن الثورة باقية مُستمرّة، وأن حرية واستقلال وحقوق هذا الشعب سينتزعُها الجيشُ والقوةُ الصاروخية من أفئدة الأعادي إن لم يسلموها بأيديهم.