وسائل سعي أعداء الإسلام لفصل الأمة عن أنبيائها

وسائل سعي أعداء الإسلام لفصل الأمة عن أنبيائها

في ظل ما يستجد في واقع الأمة من تحديات وأخطار، وفي ظل مساعي أعداء الأمة، أعداء الإسلام، أعداء الرسالة، أعداء الأنبياء، من سعيهم لفصل الأمة عن أنبيائها ورسلها,

 

وعن خاتم النبيين، وسيد المرسلين: رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، بشتى الوسائل،
من خلال الأنشطة التضليلية بمختلف أنواعها، على المستوى الثقافي، والفكري، والإعلامي، وبالوسائل المباشرة، والأساليب غير المباشرة.

لا شك أنَّ من أهم ما يركِّز عليه أعداء الأمة، أعداء الإسلام والمسلمين، هو: العمل بمختلف الوسائل والأساليب على فصل الأمة عن الاقتداء برسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وفصل الأمة عن الإتِّباع للرسول، والتمسك بالقرآن، وإحداث شكلٍ مختلفٍ عن العلاقة المفترضة برسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، العلاقة الإيمانية، أنشطتهم في هذا السياق واسعة، وسياساتهم وأساليبهم متنوعة.

أضف إلى ذلك: ما عانته الأمة على مستوى واقعها الداخلي، من حدوث كثيرٍ من التشويه، من المرويات التي بعضها غير صحيح نهائياً، وبعضها ملتبسٌ بغيره من الباطل، وما قُدِّم من قِبَل فئات الضلال، مما يسيء إلى رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، أو يؤثر سلباً على مدى النظرة الصحيحة والإيجابية تجاه رسول الله، والعلاقة به "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، والمؤثرات التي تستجد في واقع الحياة، التي تؤثر على الأمة، تؤثر على الكثير من الناس، في مستوى الإتِّباع، والاقتداء، والاهتداء، والتمسك برسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله".

ففي ظل هذه المتغيرات، والتحديات، والأخطار، والمؤثرات المتنوعة والضاغطة على مجتمعنا الإسلامي، تزداد أهمية هذه المناسبة، وأهمية الاستفادة من هذه المناسبة.

عندما نأتي إلى القرآن الكريم (كتاب الله "سبحانه وتعالى")، ونتأمل الحديث فيه عن الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، نجد أنَّ من أول ما يذكِّرنا الله به في القرآن الكريم، هو: نعمته العظيمة علينا بالرسول "صلوات الله عليه وعلى آله":

الله قال "جلَّ شأنه" في القرآن الكريم: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[آل عمران: الآية164].

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، نعمة الله على المؤمنين في كل عصرٍ وجيل، منذ مبعث الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، وإلى قيام الساعة، نعمة الله بأن بعث في المؤمنين رسولاً من أنفسهم نعمةٌ عظيمة، نعمةٌ كبيرة، نعمةٌ لا تساويها أي نعمةٍ أخرى، إلَّا ما كان في إطارها، وهي نعمة القرآن الكريم، هي نعمةٌ في إطار هذه النعمة.

الله "سبحانه وتعالى" عندما بعث رسولاً منه؛ ليكون هو قائداً لمن يؤمن به، لمن يتَّبعه من المجتمع البشري، فقد أعظم النعمة بذلك.

المجتمع البشري بمختلف مكوناته واتجاهاته في عالم الدنيا، على مرِّ الأجيال، يرتبط دائماً برمزٍ معين:

يتَّبعه.

يتأثر به.

يقتدي به.

يسير في طريقه.

يحذو حذوه.

يتمسك بتعليماته وتوجيهاته.

ونجد أنَّ كثيراً من المجتمعات البشرية ترتبط برموز مضلين، أو طغاة جائرين، جاهلين، مفسدين، ويترتب على الارتباط بهم:

المخاطر الكبيرة.

الضلال الرهيب.

الانحراف الكبير.

التبعات السيئة جداً، على ذلك المجتمع، أو ذاك.

فعندما يبعث الله "سبحانه وتعالى" رسولاً من عنده، بكل ما للرسل والأنبياء من مكانةٍ عظيمة، بكل ما منحهم الله "سبحانه وتعالى" به من كمالٍ عظيم، هم صفوة العباد، هم أرشد الخلق، هم أزكى البشر، هم الصفوة المتميزة من البشر، هم الذين بلغوا أعلى مراتب الكمال الإنساني.
كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتدشين فعاليات إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ 07-10-2021