التصعيدُ وفواتيرُ الحرب

التصعيدُ وفواتيرُ الحرب

د. شعفل علي عمير

لم يعِ العدوُّ السعوديُّ الإماراتي مع الأسف ما تخطِّطُ له أمريكا عندما تدفعُهم للتصعيدِ وتتعهَّدُ لهم بمواصلةِ دعم عدوانهم على اليمن، وهو في الحقيقة تعهُّدٌ بسحب أكبر ما يمكنُ من أرصدة العربان التي أصبحت خارجَ سيطرتهم، وبالتالي عدم قدرتهم في التصرف بهذه الثروة أَو سحب أي مبلغ مما أودعوه في مصارف الغرب.

ولم يدركِ المعتدي العربي ما يمارسُه العدوُّ الأجنبي من عملية غسل لأموالهم، فبعدَ الدعم غير المحدود لهذا العدوان الكوني على اليمن أصبحت الدول العربية المتورطةُ رهينةً للابتزاز المالي فوق الابتزاز السياسي، لم يعد لها أي مسمى للسيادة غير سيادتهم على خُدَّامِها ومرتزِقتها المسخَّرين لخدمة عبيد الأمريكان.

لقد دفعت الخزانةُ السعوديّةُ والإماراتية فاتورةَ الحرب بأرقامٍ مهولةٍ، ودفعت ضريبةَ العدوان على اليمن من رصيد عروبتهم وأخلاقهم، وحتى دينهم، فأيُّ إفلاس بعد هذا وأيةُ أخلاق تخلقوا بها وأية عروبة ينتمون إليها؟! إنه إفلاس ديني وأخلاقي وعروبي لم يحدث في أي عصر أَو أي نظام حكم منذُ فجر التاريخ.

كلما أرادت أمريكا رَفْــدَ خزينتها أوعزت لحُكَّامِ السعوديّة والإمارات بتصعيد العدوان على اليمن، وفي حقيقة الأمر هو لمعالجة الفجوات في الخزينة الأمريكية؛ ولأنه من السهل استحمارهم؛ ونظراً لوقوعهم في طاولة الابتزاز فليس أمامهم غيرُ السمع والطاعة.

لن يغيِّرَ هذا التصعيدُ الأمريكي شيئاً مقابلَ ما سَيُحدِثُه من تغيير سلبي في خزائن المشاركين في العدوان، عدم تقدير السعوديّة والإمارات لحجم ضريبة عدوانهم على اليمن ليس أولوياتهم؛ لأَنَّ جُلَّ اهتماماتهم أن ترضى عنهم أمريكا و”إسرائيل” حتى ولو كان ذلك على حساب غضب الله عليهم، يتقرَّبون لأعداء الله بدماء المسلمين.

أمريكا أدركت وكذلك الاتّحادُ الأُورُوبي استحالةَ تحقيق أية انتصار على الشعب اليمني، فإصرارُ أمريكا على التصعيد ليس إلا استمرارٌ لاستنزاف البقرة الحلوب من جانب ومحاولة السيطرة على الموقع الجغرافي الهام وَوضع الجزر والموانئ اليمنية تحت السيطرة الأمريكية الإسرائيلية من جانب آخر.

على مدار 7 أعوام ثبتت مع مرور كُـلِّ يوم حتميةُ انتصار اليمن وهزيمة قوى العدوان، وهذا وعدُ الله للمظلومين ووعيدُ الله للبغاة المعتدين، وقد كشفت الحربُ على اليمن مدى الكذب الذي تمارسُه أمريكا والغربُ عُمُـومًا في مسألة حق الشعوب في تقرير مصيرها، فترجمت بعدوانها على اليمن حقيقةَ أن أي شعب يتطلع إلى الحرية قد يلحق الضرر بمصالح قوى الاستكبار العالمي كما هو حاصلٌ في اليمن، ويصبحُ الكفاح مِن أجلِ نيل الحرية والكرامة، بنظرهم، عملاً غيرَ مشروع ويستحقُّ أن تُجَيَّشَ له جيوشٌ ومرتزِقةٌ وإرهابيو العالم لوقف هذا المشروع التحرّري؛ لأَنَّ حريةَ الشعوب بنظر أمريكا مرتبطة بمصالحها.

وهنا نتساءَلُ: ما المصلحةُ التي تجنيها السعوديّة أَو الإمارات من عدوانها على اليمن غيرُ الخزي والعار واستنزاف ثروات شعوبها.