بقلم / د. شعفل علي عمير
في كُـلِّ مراحلِ التاريخ، الحقدُ والمؤامرةُ على اليمن كانت هي الطابعَ والسلوكَ الذي مارسَه أعداءُ الله ورسوله، فقد تآمروا على اليمن منذ عقود طويلة، بدايةً بالتعمد في تجاهل دخول اليمنيين في الإسلام برسالة وإنكار مكانة هذا الشعب عند رسول الله.
بل إن عربانَ الصحراء تعمّدوا في كثيرٍ من المواقف العظيمة التي تنسب إلى اليمنيين بأن ينسبوها لهم بل وإنكار دور اليمنيين في الإسلام وعظمة هذا الشعب في نُصرة رسوله الأعظم عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
أدخلوا الكثيرَ من الأحاديث التي ينسبونها لرسول الله زوراً وكذباً في جُرأة على الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ولم تتوقف مؤامراتهم حَــدَّ الجرأة على رسول الله، بل إنهم تجاوزوا هذا إلى تأويل وتفسير القرآن الكريم طبقاً لرغباتهم وبما يخدم بقاء حكامهم، وبهذا التجاوز أصبح ما يسمونهم علماءَ الدين إحدى أدوات ترويض الشعوب لما هو أخطر وأكثر ضرراً على الإسلام وهو تهيئةُ ذهنية الشباب إلى الخيانة وبيع الدين بما يسمونه التطبيع مع عدوّ الإسلام والمسلمين (اليهود) بعد حرف بُوصلة العِداء إلى أعداء آخرين مسلمين، إلى الحد الذي أصبح فيه التفاخُرُ بالتقرب إلى “إسرائيل” ظاهرةً في أوساط مجتمعاتهم، بينما أيةُ علاقة مع إيران تصبحُ من الخروج عن ثوابتهم ليس الوطنية فحسب بل ثوابتهم الدينية أَيْـضاً.
وُجِّهت فتاوى علمائهم ضد كُـلِّ مَن يدافع عن الدين ولكل مَن يعد إسرائيل وأمريكا عدواً له، فما هو السِّرُّ الذي دفع بهؤلاء إلى أن يضحوا بآخرتهم مقابل خدمة أعداء الله؟
لا نجد الإجَابَة الشافية لهذا السؤال غير أنهم وجدوا منذ بداية تأسيسهم بفضل مَن يقدمون لهم هذه الأيّام كُـلَّ الولاء وأن مستقبلهم مرتبطٌ بما يمليه عليهم أعداءُ الله وبقاؤهم مرتبطٌ باستمرار خدمتهم، فأَيُّ إفلاس أوصلهم تولِّيهم هذا وأي مروق من الدين أكبر من مروقهم؟!
تبقى مسؤوليةُ المسلمين تجاه تصرف مثل هؤلاء هو في الدفاع عن الدين بعد أن اتضح ما كان مستوراً وتكشّفت مؤامراتُهم ليس على اليمن فحسب وإنما على المسلمين قاطبةً، وتبين من خلال طبيعة مؤامراتهم بأنهم يستهدفون دولةً مع بقاء الأُخرى إلى أن يأتيَها الدورُ، وهذا ما يستوجبُ الانتباهَ له والاستعدادَ لمواجهته قبل أن ينطبقَ على الدول المستهدَفة المَثَلُ القائل (أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض).
ولعلَّ ما أقدم عليه إخوانُنا في العراق يعد جزءاً من الصحوة التي يجب أن تعُــمَّ كُـلَّ تلك المجتمعات المستهدَفة التي إن لم تعِ الخطرَ القادمَ عليها حتماً ستكون الضحيةَ التاليةَ.