بقلم / نجيب محمد العنسي
“والله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي ”
هذه العبارة التي أطلقها الإمام علي عليه السلام، تعبّر عن أعظم صفات المؤمن بالله، وتشير إلى المستوى الرفيع من الثقة بالله واليقين الذي وصل إليه كمحصلة للتصديق المطلق بوعده.
وهذه هي الصفة التي أراد الله -عز وجل- أن تكون في أوليائه وجنوده، وقد كافأ الله من أقدم على التضحية بنفسه في سبيله، بأن جعل من استشهاده مجرد انتقال سريع إلى حياة الكمال والرفعة.
والإنسان الذي يستوطن نفسه هذا اليقين، يكون قد تغلب على أكثر مخاوف البشر رهبة، وهو الموت.
وبالتالي أصبح منيعاً لا يقهره ترهيب، فهو لا يخشى الموت بل يرحب به.
كما لا يؤثر فيه الترغيب لأنه في سبيل نيل ما وعده الله به، جاهز للتخلي عن كل ما في الأرض.
ولهذا فإن المعركة التي يخوضها قوم لا يبالون “وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم”، في حين أن عدوهم هو من وصفه الله بأنه أحرص الناس على حياة .. تكون نتائجها معروفة سلفاً.
فقد حدد الله الطرف الذي سيحصد النصر.
(لَن یَضُرُّوكُم إِلَّا أَذى وَإِن یُقاَتِلُوكُم یُوَلُّوكُمُ الأَدبَارَ ثُمَّ لَا یُنصَرُونَ) آل عمران 111
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين)َ التوبة – 14.(وَلَیَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن یَنصُرُه إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ) الحج 40.
وهذه بلا شك هي المعركة التي يخوضها اليمنيون اليوم.
معركة بيّن الله لهم فيها الأهداف، وعيّن لهم القائد، ووصف لهم العدو، وأخبرهم بالنتائج.
” لماذا نحيي هذه الذكرى؟”
– نقيم معارض الشهداء فرنفع صورهم ونتلوا أسماءهم.. لا خوفاً من أن ننساهم، بل تمجيداً لتضحياتهم، التي ندرك عظمتها وما تحقق للأمة بفضلها.
– ونحرص على زيارة معارض الشهداء لنؤكد الثبات على ذات المواقف والأهداف التي قدموا أرواحهم من أجلها.
– ونحيي الذكرى السنوية للشهيد لنذكّر العدو ومرتزقته بأننا أمة لا تنسى ثأرها.
– فالشعب اليمني لم يضحِ بخيرة أبنائه سدى، ودماؤهم الغالية لم تذهب هدراً.
– فما بدأ لا بد أن يكتمل، والنصر آت عمّا قريب، فوعد الله نافذ لا محالة.