إكرام المحاقري
تجددت ذكرى مولد النور، ليتجدد معها العهد والولاء الصادق، لسيد البشرية وخاتم النبوة، الرحمة المهداة إلى العالمين، النبي محمد -صلوات الله عليه واله، على أن الشعب اليمني لن يحيد ولن يتراجع قيد إنملة عن سبيل الرسالة المحمدية، والجهاد في سبيل الله ومقارعة الظلم، والحد من الفساد، والكفر بالطاغوت، فهمدان اليوم والمتمثلة في القبيلة اليمنية، هي ذاتها همدان الأمس، ولبيك يا رسول الله طريقا ومنهجا.
توحد اليمنيون تحت لواء محمد رسول الله، ليكونوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، وتعالت الصرخات بالتكبيرات والتلبيات في صف وطني واحد، واستقلال للرآي والقرار، وحرية لدستور البلاد الذي كان تحت سطوة وسيطرة القرارات الخارجية على مر قرون وأزمنة مضت، لكنها اصبحت شيء من الماضي البعيد بالنسبة للشعب وللعدو المتربص في نفس الوقت، والذي لم يعد يجد لنفسه مقعدا بين شعب التف بروحه وروحانيته وعتاده حول رسول الله ودين الإسلام، متطلعا إلى يوم مجيد للقدس وللأمة الإسلامية المحمدية بشكل عام.
في حضرة الرسول الأعظم، اثبت اليمنيون جدارتهم في حمل لواء رآية الإسلام، فالنبي محمد -صلوات الله عليه واله- بالنسبة لهم ليس مجرد مناسبة جاءت وذهبت، بل أنه قدوة وأُسوة حسنة في جميع مجالات الحياة، السياسية، والعسكرية، والثقافية، وقد كان التدشين لفعالية المولد النبوي هو من وضح الصورة للعدو، بأن القوة اليمنية الممتدة من نهج الرسالة لن تحيد عن الدفاع عن الدين ومقدساته وعن الوطن الذي اصبح قبلة للتضحية ومنبرا للحرية بعد إذ كان تحت وصاية الدول المستكبرة.
فهذه المناسبة المقدسة، تعتبر محطة نوارنية ومنطلق ثابت للعودة إلى الله تعالى وإلى سيرة رسول الله والعظماء من آل بيته الكرام، ليكون اليمنيون على مر التاريخ الأنصار، الذين أووا ونصروا وانتصروا للدين، ولبوا نداء الرسالة، وسبحوا بحمد الله بسيوفهم وفوهات بنادقهم، فتلك أمة وهذه أمة لا فرق بينهما، ولا مجال هنا للتفريط والتخاذل، فهذا هو محمد، وهذا هو الشعب اليمني العظيم، وهذا هو الطريق الذي رسمه الله لعباده ليكونوا أعزة غالبين، والعاقبة للمتقين.