محمد صالح حاتم
كل القوانين والشرائع والأعراف والمعاهدات الدولية وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والقيم والأخلاق تحرم وتجرم قتل الأسير،؛ فالمادة الثالثة عشر من اتفاقيات الجنيف 1949م- نصت (يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات، ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية وعلى الأخص لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التحارب الطبية……. إلخ).
لكن عند قوات التحالف السعودي ومرتزقته فقد أباحوا واستباحوا كل المحرمات وارتكبوا كل الجرائم، وانتهكوا كل القوانين والمعاهدات، وخالفوا التعاليم الدينية، وأصبح الأسير دمه مباحا لديهم.
لم يكن الأسير حميد حمود أبو حلفة الذي قتل في سجون مارب هو الأسير الوحيد الذي مات جراء التعذيب الجسدي بل قد سبقه عدة اسرى ماتوا في غيابة سجون قوات التحالف السعودي الإماراتي ومليشياتها، وهذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها قوات التحالف السعودي الإماراتي دليل قاطع وفاضح على خبث مخططها ودليل عجزها وفشلها وهزيمتها وقرب نهايتها وزوال تحالفها فملف الأسرى في اليمن رغم أنه ملف إنساني وقد تم التباحث والتفاوض عليه في مفاوضات السويد وكان ضمن الاتفاق الموقع عليه في ديسمبر 2018م- إلا أن مماطلة وفد حكومة هادي وعدم تنفيذه لما تم الاتفاق عليه كان المعيق والمعرقل لهذا الملف.
فوفد صنعاء طالب ولازال يطالب بإطلاق جميع الأسرى من الطرفين الكل مقابل الكل، ولكن لم يلق تجاوباً من طرف حكومة هادي، وذلك بسبب عرقلة السعودية لهذا الملف ومطالبتها فقط بإطلاق أسراها، بل إنها تمنع أي عملية تبادل داخلية بوساطة محلية، وتضغط على مليشياتها ومرتزقتها بعدم تنفيذ أي عملية تبادل للأسرى.
وفي الوقت الذي تقوم صنعاء بتوزيع مبالغ مالية على أُسر أسرى الطرف الآخر المحتجزين لديها تقدم قوات هادي في مارب على تعذيب الأسير حميد حمود أبو حلفة حتى الموت، فأي دين يدينون به وأي مذهب ينتمون إليه وبأي أخلاق يتصفون بها، فأعمالهم هذه بريء منها الدين الإسلامي،وكل المذاهب والقوميات، وقد تجردوا من كل القيم و الأخلاق والأعراف والأسلاف العربية واليمنية.