العلامة محمد محمد المطاع
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ الطيبين الطاهرين-، أقول: (هكذا هدى الله)، اخترت أن يكون هذا عنواناً لمقالي وله أمثال ماثلة للعيان، وها هم اليمنيون يتجولون في العالم بطوله وعرضه بدون جوازات، والذي فتح لهم الأبواب المغلقة أمران لا ثالث لهما.
الله الذي وهب لليمن قيادة نادرة وألهم شباب اليمن أن يندفعوا بقوة وبرغبة للجهاد وباعوا أنفسهم من الله؛ فاستشهد الكثير منهم ولمدة 8 أعوام وبقي منهم بقية مؤمنة انطلقوا إلى البحر الأحمر وإلى خليج عدن، وها هم اليوم يصنعون المعجزات هناك بعد أن فارقوا إخوانهم الذين استشهدوا هم والقائد العظيم، هزموا سبعَ عشرةَ دولة، وتركوا السعوديّة والإمارات تدخلان غرفة الإنعاش ويقولون لأمريكا وأذنابها بريطانيا وفرنسا وغيرهما: أين هي الحماية يا أمريكا بعد أن أسمعت العالم وأهنت المملكة وأخرجت الصميل المخبَّأ، وقلتِ أنتم لا شيء ونحن نحميكم، ادفعوا المليارات وَدفعناها مرغمين، فأين هي الحماية يا أمريكا وأين هي الأموال التي انتزعتها منا مرغمين؟!
إن هدى الله قد حَـلَّ في اليمن قيادةً وشعباً، وَإذَا كان القائد قد صعد إلى الجوزاء؛ فهو من هدى الله، ولو أن الذين حاربوا اليمن وتحالفوا ضده وحركوا مصانع الموت لقتل اليمن وملأوا سماءَ اليمن بطائراتهم وأمروها بأن تغطِّيَ السهل والجبل بالأسلحة الفتاكة ومنها السلاح المحرَّم ولا تزال آثارُه تحصُدُ النساء والأطفال والزرع ورعاة الأغنام وغيرهم، ولو أنهم تابوا واعتذروا لَكانَ لنا حديثٌ معهم، أما المجاهدون فيقولون اليوم بعد الحمد والشكر لله:
(إن الذي سمَكَ السماءَ بنَى لنا بيتاً دعائمُه أعزُّ وأطولُ).
إنه الإيمانُ وَإذَا كانت أمريكا وبريطانيا ودول الكفر ومن ارتمى في أحضانهم من زعماء الأعراب، الذين هم أشدُّ كفراً ونفاقاً ترتعد فرائصهم خوفاً من اليمن وزعيمها؛ فهو الإيمان بالله، ومن كان مع الله فلا يخاف ظلماً ولا هضماً، فيا أبناء اليمن اثبتوا (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
إن التجربةَ التي مرت بكم والتي خرجتم فيها إلى الآن منتصرين تجعلكم تستمرون على ما أنتم عليه، وما مناصرتُكم للمظلومين في فلسطين وفي غزة بالذات إلا أنكم قد مثّلتم الإسلامَ الصحيحَ الذي يوجب مناصرةَ المظلوم، وأي ظلم بعد ظلم اليهود على غزة؟! ذبحوا آلافَ الأطفال وآلاف النساء وآلاف الشيوخ المسنين وآلاف المدنيين، وحاصروا البقيةَ الباقية من لقمة العيش ومن شربة الماء ومن جرعة الدواء ودمّـروا المساجد والمستشفيات وحتى سيارات الإسعاف، وفعلوا في غزة وفلسطين ما لم يحدث في التاريخ منذ أن خلق الله آدم حتى اليوم؛ فإذا كان السلاح اليمني يقابل الحصارَ بالحصار ويصب غضبَه على السفن التي تزوّد اليهود بما يذبح غزة فَــإنَّ هذه الصواريخَ اليمينة على حق وهي تستجيبُ للقائد الملهم، وكم كان يتمنى هذا القائدُ العظيم أن يُفتَحَ له بابٌ إلى فلسطينَ ليرى اليهودُ الرجالَ اليمنية، وكم كان يتمنى أن تواجهه أمريكا وجهاً لوجه، وها هي وبريطانيا تعتدي على اليمن وما عليها إلا أن تتلقى الضرباتِ الموجعة، وها هي النار تلتهم سُفُنًا لها، وما هو آتٍ هو أعظمُ وعلى المعتدي تدور الدوائر، والعاقبة لجنود الله المؤمنين، المتقين، المتمسكين بالله قولاً وعملاً، وعلى المعتدي تدور الدوائر، ونحن نعلم لماذا يتكالبون على اليمن المرتبط بالعاصمة صنعاء؛ لأَنَّها حرةٌ وجيشها حر وإعلامها حر وصحفها حرة وقائدها تاج الحرية وعلماؤها أحرار، وهذا يزعجُهم فيتكالبون عليه وفي العالم العربي شعوباً حرة لكن قاداتهم عبيد، وهم تلحقهم مسؤولية لاختيارهم العبيد يحكموهم، ومن خبث هؤلاء العبيد أنهم يجعلون لهم عبيداً عملاءً في المؤسّسات ليصدون الحق وأهله، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
وأنا أرى وهو رأي القائد -حفظه الله- أن ينخرطَ شبابُ اليمن إلى البحر الأحمر وخليج عدن بعد التأهيل والتدريب وسوف يحمون اليمنَ أرضاً وإنساناً من هناك؛ -أي من البحر- وأية طائرة تابعة لأية دولة تعتدي على اليمن ستُضرَبُ سفُنُتها، والبادئُ أظلم.