،،لنجعل أيامنا كلها أعيادًا…!!
طيلة خمس سنوات مضت وكلما اقترب العيد وبدأ العدّ التنازلي لقدومه تنتابني موجات من الخوف والضيق والحزن وكأن العيد هذا إنسان مجرم سيحل علينا…
أقول سيأتي العيد، وستبدأ أصوات التكبيرات في المساجد، والتليفونات والسيارات المارة بالشوارع ..
كيف سأحتمل سماعها وهي تذكرني بتكبيرات الدواعش حين اقتحموا منازلنا، واعتلوا منابر مسجدنا ليكبروا على انتصاراتهم المزعومة بالقضاء علينا…
وكلما أسمع تكبيرات العيد تنتابني موجة بكاء، وتعود بي الذاكرة إلى الماضي !!!
أتذكر من فقدناهم…
أتذكر كيف كانت بهجتنا بالعيد واستعدادتنا له ولاولئك الذين كنا ننتظرهم ليشاركونا بهجة العيد واصبحوا الان بعيدين عنا …
أتذكر الشهداء..
أتذكر النازحين في كل مناطق اليمن، وصعوبة العيش التي يواجهونها…
يمر بذاكرتي أطفال بقوا بلا أسرة ترعاهم، بعد أن استشهدوا في غارات الطيران الظالم،،
ويبقى العيد جالبًا كل حزن إلى قلبي وأيامي..
وبينما أنا أقرأ بعض آيات من القرءان لتزيح قليلًا من الحزن عني، وقفت عند آية: (إذْ قال لصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ معنا).
حينها قلت لنفسي : نعم..الله معنا،،
لأننا المظلومون ولأننا على الحق...
فلماذا الحزن في العيد وغير العيد؟؟
لماذا يزعجني التكبير رغم أنه له ثواب كبير ؟؟
فرق بين من يكبر الله في العيد كشعيرة، وبين من يكبر وهو يستبيح دماء المسلمين..
والشهداء لماذا ضحوا بأرواحهم ؟!!
ألم تكن تضحياتهم لأجلنا ؟ لأجل أن نحيا سعداء ؟!!
فلماذا نجعل الحزن يقتلنا كما تقتلنا صواريخ العدو ؟؟
هم ضحوا بأرواحهم لأجل أن نحيا حياة كريمة بعيدا عن الحزن والذل والاستعباد،،
ومعنى أن نبقى بحالة الحزن هو الانكسار.
وهذا مايريده العدو… أن يرانا منكسرين..
وكل النازحين والأطفال الذين فقدوا اسرهم الله متكفل فيهم وهو أرحم بهم مني ومن حزني الذي يقف عاجزا عن مساعدتهم..
تذكرت كيف هي انتصارات المجاهدين في الجبهات، وتذكرت كيف أصبحت اليمن دولة، لها اسمها، ولها هيبتها في كل العالم، بعد الانتصارات التي يسطرونها على العدوان الغاشم الذي تجمع من كل العالم ضدنا، وكيف فضحنا زيف إعلامهم الفاشل وهو يحاول صنع انتصارات وهمية لنفسه،،
حينها…قلت لنفسي…
وأقولها لكل من ينتابه الحزن في أرضي اليمن :
لنحيا سعداء،،
فنحن المنتصرون،،
وشهداؤنا في روضات الجنان ينعمون…
وقتلاهم يساقون إلى جهنم زمرا خالدين..
وسننتصر…
وسننعم بفرحة النصر الكبير…
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ...
ولنجعل أيامنا كلها أعيادًا وتكبيرات.