أفضلُ كتاب تحدَّثَ عن الرسول الأكرم

أفضلُ كتاب تحدَّثَ عن الرسول الأكرم

صالح مقبل فارع

لا تبحثوا عن سيرة رسول الله وعظمته عند البخاري ومسلم ولا عند ابن هشام وابن إسحاق والمباركفوري، ولا في طبقات ابن سعد ولا في كتب التاريخ كالطبري وابن الأثير وابن المبرد والمسعوديّ وابن عساكر وغيرهم.

أهم كتاب شرح سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيّن عظمته هو القرآن الكريم.

ابحثوا عن سيرة رسول الله عند الله في كتابه المنزل، في ثناياً آياته ستجدونه عظيما ورحمة مهداة.

أما بقية الكتب فهي مُنقّصة من قدره ومُسَيّسة وفيها كثير من الافتراءات والأكاذيب والتجني على الحبيب المصطفى.

هذه الكتب قدّمت لنا رسولَ الله بصورة سيئة ومجتزَأَةٍ لم تتطرق لحياة الرسول من كُـلّ الجوانب، قدمته وكأنه شخصية ضعيفة مهزوزة لا حول له ولا قوة.

أما القرآنُ الكريم فقدّمه كرجل كامل الأوصاف وعظيم وإمام للمرسلين شخصية تبهرك وتأخذ العقل وتعشقه وتنجذب إليه.

القرآنُ الكريم الذي زكَّى رسول الله في قوله ولسانه بقوله: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).

وزَكّى بصره بقوله: (ما زاغ البصرُ وما طغى).

وزكّى أُستاذه بقوله: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى).

وزكَّى عقله بقوله: (وما صاحبُكم بمجنون) وقوله: (ما ضَلَّ صاحبُكم وما غوى).

وزكّى كتابه وشريعته بقوله: (مصدِّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه).

وزكّى قلبه وصدره بقوله: (ألم نشرحْ لك صدرَك).

وزكّاه كله بقوله: (وإنَّك لَعلى خلق عظيم).

وزكى أصحابه بقوله: (أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم، تراهم رُكَّعًا سُجَّدًا).

وبيّن حِكمة إرساله بقوله: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين).

وسبب بعثته بقوله: (هو الذي بعَثَ في الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياتِه ويزكيهم ويعلِّمُهم الكتابَ والحكمةَ وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).

وقوله: (أن أخرِجْ قومَك من الظلماتِ إلى النورِ وذكّرهم بأيام الله).

(وذكِّرْهم بأيام الله)

هذا هو أحد الأدلة القطعية والواضحة والجلية لإحياء المولد النبوي؛ لأَنَّ أهم يوم من أَيَّـام الله هو يوم مولد رسول الله فيجب علينا أن نذكركم بهذا اليوم بالاحتفال بمولده والفرح فيه، وهل يوجد يوم أهم من هذا اليوم؟!!.

(قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا)

وهذا دليلٌ ثانٍ يحثنا على أن نفرح برحمة الله سبحانه وتعالى، وأكبر رحماته عز وجل هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهو سبحانَه وتعالى يقول: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)، فما دام الله أمرنا بالفرحة فنحن سنفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم.

أما كتب السِّيَر والتاريخ أودت إلى نتيجة هي ظهور رسول الله في الشخصية التالية:

– الاحتفال بمولده: “بدعة”

– والتوسُّل به: “شرك”

– وزيارةُ قبره: “مكروه”

– والتبرُّكُ بمواضعه وأماكن إقامته: “ضلال وكُفر”.

– وحبُّ أهل بيته: “تشيُّعٌ وجرحُ عدالة وفسق وكُفر ورفض”.

– وهدم بيته وقباب أزواجه وبعثرت قبور أصحابه وأحبابه وطمس جميع الآثار المتعلقة به: “واجب ديني”.

– والتقرب إلى أعدائه الطلقاء الذين آذَوه في حياته وأباحوا مدينته وقتلوا أهله بعد مماته: “شِرعَةً ومنهاجا”.

قلدكم الله: أهكذا يكون تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

أهكذا يكون زَرع حُبه في قلوبنا وقلوب المسلمين؟!

ما سبق هو شذْرة من مطْرة مما فعله الوهَّـابيون برسول الله!.

هكذا يُقدِّم الوهَّـابيون رسولَ الله للناس.

وأنتم احكموا كيف ستكون النتائج؟!

النتائج كثيرة وكارثية ومخزية، إحداها: أنه ولد جيل منهزم لا يعرف رسول الله ولايعظمه ولا يحترمه ولا يحبه ولا يقتدي به ولا يعتبره قائده ولا يتولاه.