الطاغية هشام نموذج الظلم والإجرام

الطاغية هشام نموذج الظلم والإجرام

يصل هذا الاستهتار إلى درجة أن يقول الحاكم الأموي المعاصر للإمام زيد عليه السلام ـ هشام ـ أن يقول: والله لا يأمرني أحدٌ بتقوى الله إلا ضربت عنقه، إلى هذا النموذج الذي يحكم الأمة الإسلامية، ويتربع على عرش السلطة فيها، ثم هو بهذا القدر من الطغيان والكبر والتجبر والعناد والغرور، ليس بينه وبين مبادئ هذه الأمة وقيمها وتعاليمها أي التقاء أبداً، انفصام عن مبادئ الأمة، عن قيم الأمة، عن أخلاقها، عن مشروعها، عن مرجعيتها العظيمة (القرآن الكريم والهدى القويم)، عن التأسي بنبيها صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، انفصام إلى درجة رهيبة جداً، هذا النموذج الذي يقول عنه القرآن الكريم {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ }البقرة206، هذا النموذج الذي يتوعد من يأمره بتقوى الله؛ لأنه لا يعترف بتقوى الله سبحانه وتعالى، لا يرى لنفسه أن عليه أي ضوابط أو التزامات، أو أن أمامه أي حدود أبداً، يرى لنفسه أن يستبيح كل شيء، وأن يفعل ما يحلو له، وأن لا ينضبط بأي ضوابط لا شرعية ولا أخلاقية ولا إنسانية ولا أي شيء، ويتعاطى باعتباره متسلطاً وظالماً وجباراً وطاغيةً، لا يرى نفسه متقيداً بأي قيود، ولا بأي ضوابط، ولا بأي التزامات أبداً.

 

هذا النموذج الذي يصل الحال أن يُسَبَّ رسول الله في مجلسه وبحضرته، وعلى مسمعه ومرآه ثم لا يغضب، ولا يشكّل ذلك عنده أي مشكلة أبداً؛ لأنه لم يكن للرسول، ولا للإسلام، ولا لمقدسات الإسلام، ولا لرموز الإسلام، ولا لأي شيءٍ له صلةٌ بالإسلام أي قيمة لديه أبداً، وعندما غضب الإمام زيد عليه السلام وانتهر ذلك اليهودي الذي أساء إلى رسول الله وسب رسول الله في مجلس هشام، يقول هشام للإمام زيد عليه السلام: مَهْ لَا تُؤْذِ جَلِيْسَنَا يَا زَيْد، يغضب، يغضب وينفعل وينزعج، ينزعج من الاعتراض على ذلك اليهودي الذي سب رسول الله، ولا ينزعج من سب اليهودي لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

 

عندما يكون من هو في موقع الحكم والسلطة على الأمة الإسلامية على المسلمين أناساً من مثل هذه الشاكلة، حتى رسول الله ليس له أي احترام لديهم، ولا اعتبار عندهم، ولا قدر، ولا شيءٌ في الإسلام، الكعبة بنفسها أحرقت في عهدهم لمرتين، المدينة كذلك، فلا المقدسات ولا الرموز ولا الأمة وليس هناك عندهم من ضوابط ولا التزامات أبداً، يعتبرون أنفسهم مخوّلين في أي تصرف مهما كان في بشاعته، مهما كان في مستوى الإجرام فيه، مهما كان منفلتاً عن كل الضوابط والاعتبارات الإنسانية والشرعية والأخلاقية، فيمثّل وجودهم في السلطة والحكم يمثّل خطورة كبيرة على الأمة من كل الجوانب، على الدين، والمبادئ، والقيم، والأخلاق، والمشروع الإسلامي بكل ما فيه، وبكل ما يقدّمه للبشرية، كما يمثّل أيضاً واقعاً مظلماً تعاني فيه الأمة من التضليل، وتعاني فيه الأمة من الظلم، والاضطهاد، والقهر، والإهانة، والإذلال، والاستعباد، فهم لم يتورعوا أبداً عن التعاطي مع الأمة من هذا المنطلق، من منطلق الاستعباد للأمة، فلم يروا في الأمة بكلها إلا خَوَلَاً، إلا عبيداً.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد1439هـ