بقلم / مرتضى الجرموزي
في الوقت الذي كان ينتظرُ العالَمُ سقوطاً مدوياً للشعب اليمني وخسارتَه أمام تحالف العدوان، خَاصَّةً وهو يعاني الفقرَ والحِرمانَ والحِصارَ الجائر في ظل تكالب عالمي وإقليمي.
كان اليمن ينتظرُ الفرجَ والعونَ من الله وهو يثقُ به ويعتمدُ عليه منذُ اليوم الأول من الحرب والدفاع المقدس.
ومن نقطة الصفر، بدأ اليمنُ يلملمُ جراحاتِه ويجمعُ قواه ليواجهَ بذلك تحالفَ العدوان، معتمداً على الله ناصراً ومعيناً ومثبتاً.
وفي خضم الأحداث والصراع المحتدم وعجز العدوُّ عن التقدم على أرض الواقع رغم ما بحوزته من إمْكَانات تؤهِّلُه لاجتياح مساحة ما تزيدُ عن اليمن من خمسة إلى عشرة أضعاف، لكنه فشل؛ بفعل الصبر والوعي الذي كان يتحلى به المقاتلُ اليمني في مختلف المواجهات بما فيها العسكرية والاقتصادية.
ومع انتظار العالم لخسارة اليمن مقابلَ انتصار التحالف، كان لليمن توجُّـهٌ آخرُ ورؤًى تعكسُ مدى ارتباطِه وثقتِه بالله وهو يدشِّـنُ أولى مراحل الوَجَعِ الكبير من توازن الردع والعمليات الاستراتيجية التي غيَّرت الموازينَ وأركست العدوّ وقزّمته في عقر دياره وعاصمة قراره وعمقه الاستراتيجي والحيوي.
عملياتٌ عسكرية كبيرة كانت بمثابة محطات ردع من الإعجاز والإنجاز اليمني الذي أثبت علوَّ كعبه وتفوُّقَه على تحالف العدوان وإمْكَاناته والترسانة العسكرية الضخمة والاستخباراتية ومحطاته الإعلامية وقطعان المرتزِقة المحليين والأجانب؛ ليثبت بذلك العدوّ الفشلَ المريع.
بطائرات مسيَّرة وصواريخ باليستية، إنتاج محلي يمني فاق التوقُّعات وقلب الموازينَ وغيَّر مساراتِ الحرب وخياراتها وأسقى المعتدين السُّمَّ الزعاف، بالستيات وطائرات مسيَّرة استهدفت العمقَين السعوديّ والإماراتي بما يزيد عن 16 عمليةً من توازن الردع، ثماني عمليات تخللتها عملياتُ اليوم الوطني للصمود والسادس والثلاثين من شعبان والتاسع من رمضان وكذا ثلاث عمليات كإعصار يماني أول وثانٍ وثالث اجتاح العُمقَ الإماراتي وقبلها عملية استهداف مطار أبو ظبي وكذا المحطة النووية هناك في أبو ظبي.
مما جعل النظامين السعوديّ والإماراتي يزدادان وضاعةً وخِسَّةً تحت أقدام من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة (اليهود والنصارى).
ومع قرب حلول الذكرى السنوية للعدوان واليوم الوطني للصمود للعام الثامن على التوالي كان لزاماً على تحالف العدوان معرفةُ أن تلك العمليات السابقة بمختلف مسمياتها وقوة تأثيرها ما هي إِلَّا عملياتُ تأديب وترويض في نفس الوقت، وعليه الإدراك أن القادمَ بإذن الله أعظم وأشدَّ إيلاماً إن استمرَّ على غيه وعربدته في الشأن اليمني.