اليوم نجد أن الهوية الأصيلة لشعبنا اليمني لها أبلغ الأثر ولها أكبر التأثير في ثباته في مواجهة التحديات، اليوم الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم في المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي والنظام الإماراتي، الكل منهم، ما الذي يريدونه منا؟ بلا شك يريدون استعبادنا يريدون إذلالنا، يريدون التحكم بنا، يريدون أن لا نكون ذاك الشعب الذي تحكمه مبادؤه والذي تحكمه أخلاقه، والذي تحكمه قيمه، والذي لا يمكن أن يفرض عليه الآخرون إرادتهم الظالمة، ومشاريعهم الفاسدة، وأوامرهم الباطلة، لا يمكن أن يتحكموا بنا ظلماً، أن يتحكموا بنا إفساداً، أن يتحكموا بنا انحرافاً، أن يسيرونا في واقع الحياة وفي شؤون الحياة على حسب أهوائهم، وأهواؤهم أباطيل وأهواؤهم ضلالات، وأهواؤهم هي باعتبار مزاجهم، باعتبار رغباتهم، ليست على أساسٍ من الحق، ولا على أساسٍ من الخير، ولا على أساسٍ من المبادئ.
في المقابل نحن شعب لنا مبادئ، لنا قيم، لنا أخلاق، نريد أن نتحرك في هذه الحياة، وأن يكون واقعنا في كل شؤوننا في هذه الحياة بناءً على هذه المبادئ بناءً على هذه القيم، بناءً على هذه الأخلاق، هو يريد أن يستذلني، هي من تفرض علي أن أكون عزيزاً، هو يريد أن يستعبدني، وأن أطيعه الطاعة المطلقة، كأمريكي أو إسرائيلي، أو كعميل لهما سعودي أو إماراتي، مبادئي الراسخة التي هي إيمان أؤمن به، متجذر في وجداني وشعوري، بنيت عليه كل حياتي كيمني تفرض علي أن أكون حراً، ولا أقبل بأن أكون عبداً إلا لله -سبحانه وتعالى- هنا المشكلة كبيرة ما بيننا وبينه، في مقابل سعيهم لاستعبادنا، هويتنا تفرض علينا أن نكون أحراراً، وأن لا نُعبِد أنفسنا أبداً إلا لله، في مقابل أنهم يريدون إذلالنا وقهرنا ودوس كرامتنا والامتهان لنا، مبادؤنا وقيمنا وأخلاقنا تفرض علينا بل وأثرها في وجداننا وأنفسنا ومشاعرنا لا تقبل إلا بأن نكون أعزاء؛ فلذلك هم يركزون على هويتنا؛ لأنهم فيما لو تمكنوا أن يضربوا هويتنا وأن يتخلصوا من هذه المشكلة يتهيأ لهم كل شيء، وهذا هو الحال القائم في المرتزقة، المرتزقة في هذا البلد ما الذي حدث لهم، ما هي حالهم القائمة؟ ألم يُعَبِدوا أنفسهم لأولئك؟ بلى، هم اليوم سواءً من الجنوبيين أو من الشماليين، من القوى التي اتجهت تحت عناوين دينية أو عناوين أخرى هم في واقع الحال عبَّدوا أنفسهم بالمطلق لأولئك، يعني هم تحت قيادة العملاء الإماراتيين أو السعوديين، يطيعونهم بالمطلق، يطيعون في كل أمر، حتى الأمر فيما هو ظلم فيما هو طغيان فيما هو إجرام، ما عنده مشكلة، يعني يطيعهم فوق طاعة الله، يطيعهم فيما يعصي الله، يطيعهم أيضاً فيما يدنس به كرامته، فيما يخرج به عن مبادئه وقيمه وأخلاقه، يطيعهم فيما يكون به مجرماً، ظالماً، سيئاً، لا كرامة له، لا أخلاق له، لا شرف له، فيرتكب أبشع الجرائم من أجل أوامرهم، يطيعهم بأن يخون أمته ويخون شعبه، فيكون خائناً، ما عنده مشكلة، عبد نفسه لهم، وفي الوقت نفسه من موقع الذل هو أمامهم ذليل، لا أمر له مع أمرهم، لا خيار له مع قراراتهم، هم من يقررون، وعليه أن يقبل، وعليه أن يطيع، وعليه أن يطبق وأن ينفذ حرفياً، لا خيار له، لا حرية له، لا كرامة له، لا اعتبار له، وهو في الموقف الأسفل في الموقع الأسفل، موقع المأمور المتلقي الخانع، الذي ليس له هناك أي اعتبار ولا كرامة ولا قيمة ولا شرف ولا مقدار، هل يحس السعودي أو الإماراتي أو الأمريكي بمكانة احترام وإجلال وتقدير وتقديس له كيمني، |لا|، هو عندهم لا يساوي حذاءً من أحذيتهم، يعتبرونه عبداً اشتروه بشيء من الفلوس، ويدفعون له البعض من المال في مقابل أن ينفذ مهامهم، وأن يأتمر لهم، وأن يطيعهم الطاعة المطلقة، طاعة لا تخضع لقيم، طاعة لا تحدها ضوابط شرعية، طاعة لا تحدها اعتبارات أخلاقية وإنسانية ووطنية، |لا|، طاعة يتحرك فيها منفلتاً، عبداً سامعاً مطيعاً خانعاً ذليلاً، هذا ما يريدونه لكل شعبنا، يريدون من كل أبناء هذا البلد، علماء، شخصيات، قادة، مواطنين، من كل فئات هذا الشعب، رجالاً، نساءً، أن يسلموا كل أمرهم وكل شأنهم لأولئك، أن تسلمه لعبيد أمريكا، لأولئك الذين يتلقون في كل قراراتهم في كل مواقفهم المهمة في كل توجهاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية، في كل برنامج الحياة الذي يفرضونه ويتحركون به، يتلقون فيه الأوامر والتوجيهات من الأمريكي، وارتبطوا بالأمريكي وبأجندته، نحن لو فعلنا ذلك؛ على إسلامنا السلام وعلى إيماننا السلام وعلى أخلاقنا السلام وعلي قيمنا السلام راحت وانتهت، يبقى لنا شكليات، سلوى- على حسب التعبير المحلي- لكن نكون قد فقدنا من إسلامنا ومن إيماننا ومن هويتنا الجوهر، الأصل، اللُّبَابْ، وتبقى القشور، وتبقى الأشياء الشكلية التي لا قيمة لها، تصلي لله إذا رغبت على الطريقة الوهابية، ولكن كل شأن حياتك ليس لله ، بل لأعداء الله، للمنافقين، للظالمين، للمجرمين، للمستكبرين، للطواغيت، هم الذين يتحكمون فيك في كل شؤون حياتك، أنت تقاتل حيثما أرادوا منك أن تقاتل، وتعادي من أرادوا منك أن تعادي، حتى لو كان محقاً، وحتى لو كان مظلوماً، تقف في موقف الباطل ضد الحق وفي موقف الظالم ونصرة الظالم الطاغي المستكبر، ضد المظلوم، ضد من هو في موقع الحق، تفعل لهم ما يشاؤون ويريدون، ويبقى لك من إسلامك شكليات سلوى لهم أو سلوى لنفسك وضميرك تغالط بها، أو أحياناً عملية خداع، تُستخدم كأسلوب خداع، أو روتين اعتيادي في الحياة، روتين اعتيادي للبعض في الحياة لا أقل ولا أكثر، لا تأثير له في الأعمال ولا في التصرفات، ولا دخل له في المواقف، حالة روتينية اعتيادية لا قيمة لها ولا أثر لها في نفسك ولا في أعمالك ولا في حياتك ولا في تصرفاتك، فإذاً القوم يركزون على هويتنا، اليوم يواجهون صعوبة كبيرة في معركتهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة جمعة رجب 1438هـ