بقلم / منصور البكالي
يشدّد قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- في كُـلّ خطاباته ومحاضراته على تعزيز الهُــوِيَّة الإيمَانية منطلقاً من كتاب الله القرآن الكريم وَخلاصة الفكر الإيمَانية الذي قدمه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- في زمن كاد أعداء الله وأعداء دينه وأعداء الهُــوِيَّة الإيمَانية لشعبنا اليمني وأمتنا الإسلامية أن يعزلونا عن مصادر الهداية، ويجرونا إلى مستنقعات الضلال والانحلال والانحراف تحت يافطات الحرية الدينية والفكرية وتشجيع ونشر وتمويل كُـلّ الأفكار الضالة والمضلة والشاذَّة.
فلم يكن لجمعة رجب قبل 1400هـ، وما تمثله من محطة إيمَانية دخل فيها شعبنا اليمني الإسلام، ولا لأية مناسبة دينية أي اهتمام بل حوربت وكاد الفكر الوهَّـابي أن يقضي عليها تحت محاربة البدعة وأنها من الشرك، في حين لم نجد لهم صوتاً ضد من كانوا منغمسين في نشر الدعارة والفسوق بإشراف مباشر من قبل السفارة الأمريكية الموجهة لوزارتي الثقافة والسياحة في اليمن آنذاك.
وشهدت الهُــوِيَّة الإيمَانية تحولاً كبيراً واهتماماً أكبر وسط الساحة الفكرية والتوعوية والإرشادية منذ بزوغ فجر المشروع القرآني في عدد من مدارس محافظة صعدة على يد الشهيد القائد، وما لحقه في سنوات الحروب الست الظالمة على صعدة، تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي استطاع من خلال خطاباته ونشاطه الثقافي والتوعوي ومعه قلة قليلة من المجاهدين تقديم الهُــوِيَّة الإيمَانية للمواطنين في عدد من مديريات صعدة والجوف، وبوسائلهم الإعلامية البسيطة.
كما شهدت الهُــوِيَّة الإيمَانية مرحلة ترسيخ وتعزيز وانتشار أوسع منذ بزوغ فجر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الفتية، التي كان لها دور جوهري في إنجاحها، وتعزيز صمود وثبات شعبنا اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته العربية، وإفشال مخطّطاتهم وحملاتهم العسكرية والنفسية والمعنوية والفكرية والتضليلية والناعمة.
وتصدرت ملازم وأشرطة الشهيد القائد وكذا خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والشهيد الرئيس صالح علي الصماد، بعد القرآن الكريم، الأولوية في تقديم هدي الله إلى الناس في مختلف المناسبات والفعاليات الدينية والسياسية والوطنية، فأيقظت الهُــوِيَّة الإيمَانية الصادقة والمتجذرة في أعماق وضمير أحرار شعبنا اليمني، وزادت من نسبة الوعي والإقبال على الفكر القرآني ومضامينه الإيمَانية من قبل جميع المكونات السياسية والفكرية والمذهبية، وكان للقيادات العلمائية والثقافية والإعلامية والتربوية دورها البارز والمحوري في توسيع نشر القيم والمبادئ الإيمَانية وأسسها وسط الساحة الوطنية إلى اليوم.
ومن ثمار الهُــوِيَّة الإيمَانية وانعكاساتها في الميدان، إحياء الروحية الجهادية وتعزيز قيم الولاء لله ولإعلام الهدى والتمسك بالقيم والمبادئ الإيمَانية، والتضحية في سبيل الله بكل غالٍ ونفيس، بغية الفوز بفضل الله ورضوانه، فانطلق أحرار شعبنا اليمني في سبيل الله إلى الجبهات، مجاهدين مخلصين له ومدافعين عن هُــوِيَّتهم ودينهم، وصمدوا أمام أعتى وأقوى جيوش العالم واثقين بنصر الله وتمكينه وتحقيق وعده، لا يضرهم من خذلهم ولا يخافون من جموع الكفر والضلال بل يزدادون أمام كُـلّ المحطات إيمَاناً ويقنياً بنصر الله.