محمد يحيى السياني
عودتنا القيادة الثورية والسياسية عند كُـلّ خطاب تلقيه في أية مرحلة، أَو مناسبة، أَو محطة أَو حدث ما أَو أي مستجد على الساحة الوطنية أَو ما يخص المعركة مع دول العدوان والحصار، فإن هذا الخطاب، لا يكون؛ مِن أجل الدعاية والاستهلاك الإعلامي، أَو لغرض المناورة السياسية، والتي اعتاد عليها القادة والسياسيون في أحيان كثيرة وفي كثير من بلدان العالم، وهنا يجب التوقف طويلًا عند خطاب الرئيس مهدي المشاط، الذي ألقاه بمحافظة عمران، والذي يوصف بالتاريخي والهام جِـدًّا؛ لما حمل من رسائلَ قوية وصريحة وواضحة موجهة للعدو ولحمقى الداخل، وهو بنظري خطاب تصعيدي ضد كُـلّ التهديدات وعلى كُـلّ المستويات التي تمس سيادة البلد، والتي أَيْـضاً تحاول زعزعة وإضعاف الجبهة الداخلية، وهو مواكب للأحداث والتطورات على الساحة بشكل عام، وفي السياق الشامل للمشهد السياسي، لهذه المرحلة، ومع تطورات الوضع العسكري، في تجهيزاته وتجاربه الجديدة على مختلف الأسلحة النوعية الرادعة للعدو والتي حقّقت تجارب ناجحة ومذهلة أربكت العدوّ في البحر الأحمر، والتي كشف عنها الرئيس في هذا الخطاب.
هذا الخطاب تناول محاور متعددة ورسائل هامة وقوية للداخل فيما يخص الراتب أَو فيما يخص تحَرّكات بعض الحمقى والمغفلين والغوغائيين، التي تحاول من خلالها استهداف الجبهة الداخلية بالتضليل والكذب وقلب الحقائق وتبرئة العدوّ من استحقاق دفع الراتب وتحميل المسؤولية حكومة الإنقاذ بصنعاء، وعلى هؤلاء مراجعة مواقفهم في ذلك، فالرئيس أراد تحذيرهم وَ« كفى» تعني أن وضع البلد لا يحتمل لمثل هكذا مسارات مشبوهة ومكائد تضليلية تخدم العدوّ وتستهدف وحدة الجبهة الداخلية، وهي تعني، أنه لا مجال اليوم لأي تغاضٍ أَو تسامُحٍ مع مثل هؤلاء الحمقى، وأنه سيطلق للقانون العنان للتعامل معهم وردعهم، في حال استمرارهم في ذلك.
أَيْـضاً الرئيس قال للأمريكي: إن خططك التآمرية على شعبنا نعرف تفاصيلها ونتعامل معها أولًا بأول ولدينا القدرة بعون الله على إفشالها كما فشلت الخطة (أ) فشلاً ذريعاً.
خطاب الرئيس وضع خطاً أحمرَ أمام مغامرات المارينز الأمريكي والقوات البريطانية، التي نزلت في المحافظات المحتلّة والتي تدرك أن مغامراتها وتماديها سيقابل من القيادة والقوات المسلحة برد حازم ورادع عواقبه عليهم وخيمة، وقد أوضح الرئيس بما يكفي في تحذيراته للعدو؛ ولكي يفهمَ الأمريكي والبريطاني والسعوديّ والإماراتي والكيان الصهيوني، أنه وبعون الله وتمكينه استطاعت القوات المسلحة اليمنية، امتلاك ترسانة كبيرة ونوعية ورادعة من أسلحة الطيران المسيَّر والصواريخ المدمّـرة، ومن خلف هذه القوة يمتلك اليمن قائداً شجاعاً ومقداماً لا يهاب إلَّا الله، ولديه الشجاعة في اتِّخاذ القرارات الحاسمة في كُـلّ الظروف وفي أية لحظة، وهذا القائد مجرَّبٌ ويعرفُه العدوُّ جيِّدًا من خلال مسار طويل للمعركة التي اقترفهاها العدوّ ضده وضد شعبنا، فليست أسهل من يد في خفتها على الزناد كما هي يد القائد الهمام، كما قالها وأكّـد عليها الرئيس المشاط في سياق خطابه التاريخي.