الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد

الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد

 

السيد/عبدالملك بدرالدين الحوثي 

الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وإذا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهمية كبيرة جداً على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقق الاكتفاء الذاتي فيه.

من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأساسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كل شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كل التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جداً، إذا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدو ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأساسية، سنتخلص من مسألة الاعتماد على الدولار في توفير حتى البطاط، في توفير حتى الثوم، في توفير حتى البصل، يوفر بالدولار، هذا يقدم خدمة كبيرة للأمريكيين، ويمنحهم الهيمنة على الشعوب والسيطرة، باعتماد الناس على عملتهم بشكل رئيسي، وهم يشترون من الخارج كل شيءٍ بالدولار، حتى أشجار الزينة، حتى كل الأشجار والنباتات يعتمد الناس في محاصيلها على الخارج. هذه طريقة خاطئة جداً، المتطلبات الرئيسية متوفرة: الأراضي الصالحة للزراعة متوفرة جداً؛ إنما نعمل ونشتغل. الماء ومع الاستقامة يتوفر أكثر، ومع حسن الاستثمار لنعمة الماء نستفيد من هذه النعمة بشكلٍ أفضل، عندما أيضاً نلحظ في التصرف في الماء الاستفادة من وسائل الري الحديثة، بدلاً من السقي بالطريقة القديمة، استخدام وسائل الري والتقطير، والأساليب الحديثة، التي تفيد في ترشيد استهلاك الماء، وهو من المهم العمل على ترشيد استخدام الماء، والحذر من التبذير في الماء، من أخطر أنواع التبذير: التبذير في استخدام الماء.

 

 العناية أيضاً بتنظيم عملية حفر الآبار الارتوازية، والتقليل من ذلك، والاستفادة بدلاً من ذلك - كما قلنا-: من البرك، والخزانات، وحواجز الماء، التي لها أشكال متنوعة في هذا الزمن، السدود... إلى غير ذلك، طبعاً الإفراط في حفر الآبار الارتوازية بطريقة غير منظمة له أضرار كبيرة على الناس، الاستفادة من الطاقة الشمسية للمضخات؛ لأن من أكبر ما يعاني منه المزارعون الديزل، مشكلة الديزل، الاستفادة من الطاقة الشمسية، وغيرها من أنواع الطاقة، يمكن أيضاً الاستفادة من طاقة الرياح، من طاقات السدود، وغيرها، هناك وسائل كثيرة في هذا الزمن.

 

العناية فيما يتعلق بإنتاج متطلبات الزراعة الأساسية في البلد: السمادات، يمكن إنتاج السمادات في البلد، التجار يستوردون بمئات ملايين الدولارات سنوياً من السمادات إلى البلد مع أنه يمكن إنتاجها في البلد بجودة ممتازة وعالية، وبدأت عملية الإنتاج، البعض بدأوا ينتجون الآن سماداً حديدياً بنوعية ممتازة، وأرخص مما يستورد من الخارج، ولكن البعض من المزارعين لم يقبلوا عليه، بمجرد أن يعرف أن هذا منتج محلي، ليس عنده ثقة به، هذه قضية خطيرة جداً، على أبناء البلد، لماذا لا تجرب، جرب واستفد من تجربتك، فهو منتج محلي، ويمكن إنتاج المزيد، وتطوير عملية الإنتاج في السمادات، حتى يتم الاكتفاء الذاتي، بدلاً من شرائه من الخارج بمئات الملايين من الدولارات.

 

أيضاً المكافحات والمبيدات الحشرية، مكافحات والمبيدات الحشرية، وسائر ما يحتاج له المزارعون في علاج الأشجار، يمكن إنتاجه في البلد، يمكن للتجار أن يستثمروا في ذلك، وهذا سيوفر كذلك أموالاً ضخمة في البلد، مئات، بل مليارات الدولارات التي تأتي إلى الخارج، تذهب إلى الخارج، يمكن أن تكون للداخل، أن تستثمر في الداخل، أن تكون رزقاً لأبناء هذا الشعب، أن تشغل المزيد من اليد العاملة، أن تطور عملية الإنتاج، أن تجعل من هذا البلد بلداً قوياً منتجاً، لديه قوة اقتصادية.

 

 العناية بإنتاج المعدات والوسائل: المعدات التي يحتاج إليها المزارعون في التقنيات الحديثة والوسائل الحديثة يمكن إنتاجها في البلد، وهناك بداية مشاريع في هذا الجانب، بداية أعمال في هذا الجانب يمكن تطويرها بشكلٍ أفضل.

 

 العناية أيضاً فيما يتعلق بإنتاج البذور، والعناية بإنتاج الشتلات الزراعية، بدأ العمل في هذا ويمكن- إن شاء الله- المزيد والمزيد.

 

 السعي أيضاً لتنظيم عملية التسويق للمنتجات والمحاصيل الزراعية، العناية بالأسواق، وأن تتوفر فيها الثلاجات، وأن تتوفر فيها الظروف الملائمة للحفاظ على المحاصيل والمنتجات الزراعية، بدأ العمل في هذا ويمكن العناية به أكثر، وأن يكون هناك أسواق مناسبة، تتوفر فيها الوسائل اللازمة للحفاظ على هذه المنتجات، مع الموازنة ما بين الاستيراد والإنتاج، هناك جهود في هذا الجانب، لكن يجب العناية بها أكثر، فالمنع لاستيراد ما يضر بالمنتج المحلي، وأن يكون ما يصل إلى البلد بالمقدار الذي يغطي العجز والنقص، فيما فوق ما يغطيه الإنتاج المحلي.

 

 العناية بإعادة نظم التعاونيات الزراعية، وتفعيلها بشكلٍ صحيح، هذا سيفيد المزارعين جداً، هذه من أهم المسائل؛ لأن الجانب الزراعي يحتاج إلى تعاون، يحتاج إلى تنسيق، وهذا سيفيد المزارعين بشكل كبير جداً، ويوفر للمزارع يعينه في توفير احتياجاته ومتطلباته الأساسية في الزراعة.

  [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 23 رمضان 1442هـ