أيضاً نؤكِّد على الوعي تجاه طبيعة مؤامرات الأعداء، الأعداء على كل المراحل التي مضت، وأيضاً منذ بداية العدوان بشكلٍ أكبر، يحرصون على إثارة الفتن والانقسامات بين أبناء هذا البلد تحت كل العناوين: العناوين السياسية، العناوين المناطقية، العناوين المذهبية، العناوين العرقية والعنصرية،
نحن في هذا البلد شعبٌ واحد، مصيرنا واحد، يجمعنا أعظم ما يمكن أن نعتبره رابطاً مهماً وهو الدين الواحد، نحن جميعاً مسلمون، هذه نعمة عظيمة من الله -سبحانه وتعالى- علينا، شعبٌ واحد، يجب أن نتعاون، يجب على الجميع أن يدركوا أن الكل مستهدف، وأن الاستهداف لا يتجه فقط إلى بعضٍ من أبناء هذا البلد دون البعض الآخر، الكل مستهدف في هذا البلد، إمَّا يريدون منك أن تكون عبداً للأجنبي، خانعاً له، كما خنعوا هم، بعض العملاء والمرتزقة، أو أن يستهدفك العدو على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي والإعلامي بكل وسائل الاستهداف، كل محاولة إثارة النعرات ذات الطابع العرقي، أو المناطقي، أو المذهبي، يجب الحذر منها، وأن نحمل الوعي الكافي تجاهها، وأن نحافظ في هذا البلد على أخوتنا، على تعاوننا، على تفهمنا، على وحدة موقفنا، على نسيجنا الاجتماعي من التمزق، ومن التفكيك، ومن إثارة الحساسيات والعقد الشيطانية، التي يتحرك بها البعض في أوساط الناس على المستوى الإعلامي.
ختاماً أختم هذه الكلمة بالدعوة للجهات الرسمية لأن تطلق برنامجاً وطنياً للعناية في هذا البلد بأحفاد بلال، أحفاد بلال شريحة مهمة من أبناء هذا البلد، والكثير منهم يعيشون وضعيةً صعبةً وبائسةً بأكثر من بقية فئات هذا البلد، وفئات هذا الشعب، على مستوى سكنهم، على مستوى وضعهم المعيشي، وطبعاً يجب أن يكون هذا البرنامج الوطني طويل الأمد، وبحسب الظروف والإمكانات المتاحة، ويسعى إلى إعادة دمجهم في المجتمع؛ ليكونوا في المستوى اللائق بهذا الشعب، من حيث الوضع المعيشي، والتكافل الاجتماعي، ولهم حقوقهم الدستورية والقانونية التي ينبغي أن تعطى لهم، وهم من خيرة أبناء هذا البلد، هناك منهم الكثير من المضحين، من الشهداء، ممن يتصدى لهذا العدوان، ممن يقدِّم خدمات كبيرة في هذا البلد.
نحن في هذا البلد يجب أن يكون المعيار عندنا: أنَّ خير الناس: أنفع الناس للناس، وأنَّ الإنسان الذي يرى لنفسه اعتباراً، اعتباره هو بقدر ما يقدِّم من خدمة لأبناء هذا البلد.
أنا أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقني لأن أكون خادماً لهذا الشعب بكل ما أستطيع، وأرى أن خدمة هذا الشعب، وأبناء هذا الشعب بكل فئاتهم ومكوناتهم، هي أعظم قربة أتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى-، حينما أدافع عنهم بالموقف، إذا قاتلت عنهم، إذا دافعت عنهم، إذا وقفت في وجه عدوهم، أرى هذه قربة عظيمة إلى الله -سبحانه وتعالى-.
يجب أن نعزز التكافل الاجتماعي، التعاون بين أبناء هذا البلد بمختلف فئاتهم ومكوناتهم كأمةٍ واحدة وشعبٍ واحد، وأن نعزز روابط الإخاء بكل ما تعنيه الكلمة، وأن نقف صفاً واحداً في موقفٍ واحد ضد كل من يسعى إلى إثارة الفتنة والفرقة والشقاق، ضد من يسعى إلى تفكيك أبناء هذا البلد، ضد من يسعى إلى إخضاع أبناء هذا البلد لصالح الأجنبي، ضد الذين نهبوا ثروات هذا الشعب لعقود من الزمن، وأصبحوا يستثمرون فيها في الخارج، في شركاتهم، في البنوك والمؤسسات، ضد من باعوا هذا الوطن بكله: بشعبه وأرضه وثرواته لصالح الأعداء، يجب أن نقف جميعاً ضدهم، وألا نسمع منهم، ليسوا أمناء ليتكلموا في أي موضوع من المواضيع، في أي قضية من القضايا، هم خونة بكل ما تعنيه الكلمة، وهم كذبوا، وخانوا، وغادروا، وخدعوا، وظلموا، وأفسدوا، وجاروا، وهم اليوم يكفيهم عاراً أنهم يقاتلون في صف السعودي والإماراتي، الذي يقاتل هو في صف أمريكا ويتحالف مع إسرائيل.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفِّقنا وإيَّاكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جراحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1441هـ 18-06-2020