أهميّةُ التسويق الزراعي

أهميّةُ التسويق الزراعي

محمد صالح حاتم

يعد التسويق الزراعي ركيزة هامة من ركائز العملية الزراعية، ويكتسب أهميته هذه كونه يرتبط باستمرار العملية الزراعية، وزيادة الإنتاج.

والتسويق الزراعي يبدأ من قبل الزراعة، وهي ماذا أزرع؟ لمن أزرع؟ وكم أزرع؟ وهو ما يتطلب إيجاد سياسة تسويقية حقيقية وفق دراسات ميدانية، وعندها ستنجح في تسويق المنتجات الزراعية.

فالتسويق الزراعي يشتمل الحبوب والمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية، ومنتجاتها، وهو عملية مرتبطة مع بعضها البعض، تبدأ من الحقل حتى تَصل إلى المستهلك.

كما أن التسويق الزراعي له عدة أشكال وله عدة أساليب وهذا ما نحن بحاجته حتى ننجح في التسويق الزراعي.

في بلادنا كان التسويق الزراعي شبه غائب إن لم يكن غائباً بشكلٍ نهائي.

واليوم نلحظ الاهتمام بالتسويق الزراعي من خلال إنشاء الأسواق المركزية في المحافظات ابتداءً بسوق تعز المركزي، وسوق الجوف وأسواق في محافظة صعدة، وقريباً في الحديدة، والعاصمة صنعاء، وتنظيم الأسواق الموجودة في العاصمة وبقية المحافظات، فالأسواق ليست كما كانت سابقًا عبارة عن هنجر تستقبل المنتجات الزراعية وعبر الوكلاء والدلالين تبيعها لتجار التجزئة، بل الأسواق المركزية يتطلب أن تكون قريبة من المزارع، ويوجد فيها بنية تحتية متكاملة المساحة الكافية، وهناجر وثلاجات ومخازن تبريد، ومعامل تنظيف وفرز وتدريج وتغليف.

بل يتوجب أن تكون هناك أسواق للتصدير للخارج مستوفية للشروط والمواصفات الفنية المطلوبة، وهذا ما يتوجب على القطاع الخاص التوجّـه نحو إنشاء الأسواق الزراعية الحديثة.

وقبل هذا يكون هناك لوائح تنظم العملية التسويقية، وتنظم الأسواق، وشروط إنشاء الأسواق الزراعية.

وأن ننتقل إلى التسويق الحديث وألا نظل في التسويق التقليدي، بل علينا الاستفادة من التكنولوجيا والتطور في التسويق الزراعي، والترويج والإعلان للمنتجات الزراعية.

فمنتجاتنا الزراعية رغم جودتها، إلا أنها تتعرض للإهمال والتشويه وهو ما يفقدها جودتها وفوائدها الغذائية، وذلك من خلال طرق التعبئة، والعرض، سواءً الجملة أَو التجزئة.

والمزارع المسكين الذي تعب وخسر وانتظر عدة شهور حتى يأتي موسم الحصاد يبيع بأبخس الأثمان لا يحصل على ما خسره من محروقات ومستلزمات الإنتاج، والمستفيد هم التجار والدلالين..

فإذا لم يتم تفعيل التسويق الزراعي بالشكل المطلوب والرقابة والإشراف على الأسواق وتنظيم العملية التسويقية، فلن يتم النهوض بالقطاع الزراعي ولن نحقّق الاكتفاء الذاتي الذي نتمناه.