بقلم / عبدالسلام الطالبي
صدق الله العلي العظيم القائل “وَلَا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ”.
نعم إنهم هم الأحياء دوما وأبداً وهم من لهم الفضل الكبير بعد الله عز وجل فيما آل إليه واقع الناس اليوم وما تشهده الساحة من نقلات ومتغيرات تؤكّـد صدق وعود الله لعباده التي تجلت في قوله تعالى “وَاذْكُرُوا، إذ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
نعم لقد مَنَّ اللهُ على عباده وتغيّرت المعادلة وانتصرت إرادَة الشعب الصامد والمجاهد رغم كُـلّ ماحل به من مآسي وتضحيات عمدها الشهداء العظماء بدمائهم الزاكية التي أثمرت عزاً ونصراً وقوة، تجلى ذلك من خلال العروض العسكرية المهيبة التي شهدتها كافة المناطق العسكرية التي عكست الصورة المشرفة عن يمن الإيمَـان والحكمة، وما شهده العرض المهيب الخاص بألوية الحماية الرئاسية في حضرة الرئيس المشاط بميدان السبعين والعرض الخاص بوزارة الداخلية تزامناً مع حلول ذكرى ثورة الــ (21) من سبتمبر المجيدة، في ذات المكان.
لقد ذكرني ذلك بهامة لا نجهل أنها كانت وما زالت حاضرة بشموخها ووطنيتها الحقة، إنها شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد الواثب في منصة الشرف وكأني به وهو يطلع رافعاً ليده اليمنى مبتسماً ومحيياً العروض المهيبة المارة بكوادرها وآلياتها من أمامه ولسان حالها يقول: ها نحن سيدي ترجمنا مقولتك الشهيرة (يد تحمي ويد تبني) إلى واقع عملي يتحَرّك على الأرض ومن أمام منصتك الغالية على قلوب كُـلّ أبناء الوطن.
كما تعودت سماحة الرئيس الشهيد أن تطلع يوميًّا على كُـلّ ما يطرأ من أحداث، الأغلب منها تنفذ في هذا الميدان الذي صار مهوى لكل الأفئدة المتوافدة لإقامة المناسبات والفعاليات والزيارات الرسمية والشعبيّة التي تتباهى عند حضورها بمقام الشهيد الصماد إكراماً منها واكباراً لفخامة رئيسها القُدوة والأسوة الذي ارتقى شهيداً مع رفاقه، فشهد له عامة شعبه بأنه النموذج الأرقى والمؤسّس الأول للدولة اليمنية الحديثة متجاوزاً بذلك كُـلّ المخاطر والصعاب ليمضي الركب مواكباً ومواصلاً بقيادة الرئيس مهدي المشاط في استكمال عملية البناء لما بدأ به الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وبهكذا استشعارٍ للمسئولية فقد حقّقت قيادتنا الثورية والسياسة قفزة عملاقة بفضل الله وعونه في بناء الدولة اليمنية الحديثة، أثبتت القدرة والجاهزية لمواجهة الأعداء تحت أي ظرف كان، وإن الحرب الظالمة والحصار الذي أرادوه أن يكون خانقاً بقيادة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من مرتزِقة الداخل والخارج ورغم كُـلّ التضحيات وما رافق ذلك من المؤامرات والمكائد، إلا أن جهود المخلصين بالفعل أينعت ثمارها في البناء للقوتين العسكرية والأمنية بفضل الله عز وجل تجلى ذلك من خلال العروض العسكرية المهيبة التي أذهلت العالم.
ولمن لا يزال يعيش حالة التيه واللغط عليه أن يعود إلى رشده ويعي أهميّة بناء القوة العسكرية والأمنية الرمزية لشعبنا اليمني الذي هو بأمس الحاجة للاستقلال والتحرّر من التبعية والاحتلال ليكون بمستوى المواجهة للأعداء والدفاع عن نفسه والتقدم في بناء قدراته وقواته واثقاً بالله ومتوكلاً عليه، وما النصرُ إلا من عند الله وهو خير الناصرين.
* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة