ما سلككم في حرض؟!

ما سلككم في حرض؟!

بقلم / الشيخ موسى المعافى

الحمد للملك العظيم القائل وكان حقاً علينا نصر المؤمنين، والصلاة والسلام على حبيبه المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وبعد، فعن ملاحم النصر اليمانية ستتحدث الأجيال على مدى الدهر وتعاقب السنين، وسيدون التاريخ بأنصع صفحاته وبماء الذهب الخالص انتصارات أبطالنا المجاهدين، وسيحقّق الله وعوده لجنوده من الحفاة الميامين.

وَعلى أيادينا ستلبس دويلات الهوان الإماراتية ومملكة العهر السعوديّة أثواباً من الذل المهين، وَستركع بين أيادينا أمجاد بني صهيون والأمريكان السرابية، وَسترفرف راية القرآن الكريم على البيت الأسود وَتنتهي هيمنة الطاغوت بقدرة ناصرنا العظيم القوية، وتشرق الأرض بنور ربها وتعود أمجاد أمتنا الإسلامية المحمدية.

أرأيت يا -حبيب قلبي القارئ الكريم- أرأيت كيف تندحر فئران تحالف العدوان أمام أبطالنا المقاتلين!؟

أرأيت كيف يولي الأدبار أمامهم أذناب التحالف من الخونة والمنافقين!؟

أرأيت كيف يتركون جثث قتلاهم طعاماً لوحوش الصحاري غير آبهين!؟

لا زالوا على أراضينا لأمر الهزائم يتجرعون، ومن الموت إلى الموت يفرون، ولخيبات آمالهم يصورون، بالساحل الغربي ذاقوا الويلات، وفي نهم خسروا مقاتليهم وأضخم المعدات والآليات، وفي ميدي سكبوا على بلواهم أغزر العبرات، وفي مأرب والبيضاء وشبوة وبيحان قالوا (انتصرنا) فصرخ بوجههم النصر هيهات هيهات، وكل شبر في يمن الإيمَان والحكمة اليوم ينظر إليهم في حرض وقد قطعت أجسادهم، و بعد مرادهم، و هربت كالفئران أمام رجال الرجال أجنادهم، ومن أعماقهم تسألهم لو أنهم سمعوها آلامهم قائلة: ما سلككم في حرض!؟

أما علمتم أن كُـلّ ربا اليمانيين جحيم!؟

أما علمتم أن مُجَـرّد المساس بحبة رمل من رمال اليمني هو العذاب الأليم!؟

أما علمتم أن كُـلّ ربوع اليمن مقبرة حتمية لكل غازٍ أثيم!؟

تسألهم آلامهم ما سلككم في حرض!؟

فيرد لسان حالهم بصدق المقال، ويبين لهم مبرّرات ما حَـلّ بهم من الخسران والوبال، و يتقن بريشة الحق رسم صور نفسياتهم بلا مجاملة ولا محابة فلا حسن فيها ولا جمال، يتساءل: ما سلككم في حرض!؟

فبماذا يجيبون!!؟؟

لن يجرؤ على الجواب الأذلون، وستأبى الحقيقة إلا أن تنطق بما في صدورهم يكنون، على لسان هؤلاء الأقزام، ستصرخ الحقيقة بخلاصة الكلام، فهاكم سؤال آلامهم ورد حقيقتهم ليعتبر من تبقى من ذوي الأحلام!!

-ما سلككم في حرض!؟

قالوا: لم نك لربنا من المخلصين، ولم نك بديننا من الصادقين، وكنا للريالات الإمارتية والسعوديّة من العابدين، وَكذبنا على الله وما كنا لعهوده من الحافظين، وخنا مواثيق رسول رب العالمين، وظننا في الدولار الأمريكي نصرنا وفوزنا والتمكين، ومكرنا فوجدنا الله خير الماكرين، وأردنا باليمن وشعبه السوء فجعلنا العظيم الأسفلين.

-ما سلككم في حرض!؟

قالوا نسينا قبلتنا ويممنا وجوهنا شطر الأمريكي والإسرائيلي فضللنا الطريق، وَأهدرنا دماء المسلمين المعصومة واتخذنا من عدوّ الله وعدوّ المسلمين العزيز والصديق، ونزعنا أيادينا من طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبعنا أنفسنا للطاغوت فخبثت معادننا وخبث الرفيق.

فما تنفعنا اليوم أموال أذناب اليهود والأمريكان.

ولا تعصمنا اليوم مجنزرات ومعدات السعوديّين والإمارتين.

فلا مفر من غضب أنصار الله اليمانيين، وَلا مناص من نهايتنا التي قضى الله حين قال (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ).