منير الشامي
لاقت العمليةُ العسكريةُ التحذيريةُ التي نفّذتها قواتُنا المسلحة ضد سفينة كانت متوجّـهةً إلى ميناء الضبة بمحافظة حضرموت والتي أجبرت السفينةُ على مغادرة الميناء بخُفَّي حنين، ارتياحاً شعبيًّا واسعاً وفرحةً كبيرة بمختلف أرجاء الوطن شمالاً وجنوباً إلى حَــدٍّ سواءٍ، وكأنهم جميعاً كانوا في انتظار هذا القرار الوطني الشجاع.
في المقابل فقد لاقت العملية استياءً واسعاً من قبل حكومة الارتزاق ومجلس العار والشنار ومن قبل كبار ناشطيهم وقادة ميليشياتهم ما بين باكٍ وشاكٍ وغاضبٍ ومرعوبٍ في تصريحاتهم الرسمية وفي صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا غرابة في ذلك فمهمتُهم الأَسَاسيةُ خلال السنوات الماضية هي إباحةُ الوطن أرضاً وشعباً ومقدراتٍ لدول تحالف العدوان مقابلَ بقية الفضلات التي يرمي بها إليهم الغزاة والمحتلّون.
عمليةٌ تحذيريةٌ أتت بعد أسبوعين من تحذير قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- لشركات نقل النفط العالمية، وتبعه تحذير آخر لها من فخامة رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط، ثم وجه بعد تحذيره الاقتصادية العليا بإرسال رسائل تحذيرية إلى كُـلّ تلك الشركات.
التحذيراتُ والإجراءاتُ القانونية بتبليغ سفن نقل النفط التابعة لشركات النقل كانت إيذاناً ببداية مرحلة جديدة في حماية ثرواتنا النفطية التي ظلت تُنهب لسنوات والشعب اليمني يعيش أسوأَ كارثة إنسانية في التاريخ جراء العدوان والحصار والاستئثار على ثروات الشعب وحرمانه منها عمداً وإصراراً على مرأى ومسمع من العالم أنظمةً وشعوباً وفي ظل مماطلة دول العدوان في صرف مرتبات موظفي الدولة المقطوعة منذ سبتمبر 2016م بعد تنفيذ المعتدين لمؤامرة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
ومما لا شك فيه أن الإداناتِ التي أعقبت العملية من دول ومنظمات إدانات مسبقة الدفع ومحشودة بالريال السعوديّ والدرهم الإماراتي، وكل من أدان العملية التحذيرية مُجَـرّد مرتزِقة كمرتزِقة الداخل ولا تهم الشعب اليمني فلا وزن لها عنده ولا قيمة.
وبخصوص تلك العملية التحذيرية فقد نُفذت بطائرتين مسيَّرتين حرصت قواتنا المسلحة على تفجيرهما كتحذيرٍ دون أن تسببا أضراراً للسفينة المعتدية ولا للميناء وبنيته التحتية، استجابت بعدَها السفينةُ بمغادرة المياه اليمنية الإقليمية، ولو أنها لم تغادر وأصر طاقمُها على البقاء لتم استهدافُها مباشرةً وتدميرُها بسلاح مناسب دون تردّد ولا تأخير.
بيانُ الناطق الرسمي للقوات المسلحة أكّـد أن العمليةَ كانت تحذيريةً وجدّد التحذيرَ من مخالفة تحذيرات القيادة مُشيراً إلى أن أية سفينة أُخرى تأتي لنهب نفط اليمن سيتم التعاملُ معها بالطريقةٍ المناسبة، ما يعني أن قيادتَنا لن تتراجع عن قرارها في حماية الثروات السيادية اليمنية أيًّا كانت النتائج.
منطقُ العقل والحكمة يفرضُ على دول العدوان التعامُلَ بجدية مع ذلك القرار والمبادرة بتمكين الشعب اليمني من استغلال ثرواته لمصلحته، وعليهم أَيْـضاً أن يكونوا على ثقة بأن قيادتنا الحكيمة لن تساومَهم على قطرة نفط بعد تحذيراتها أبداً ولن تسمح له بنهبها مرةً أُخرى، فهذه حق الشعب وملكه وهو المعنيُّ بها وحدَه دون غيره.
وعلى دول العدوان أَيْـضاً وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا أن يعلموا علمَ اليقين أن أية مجازفة أُخرى لنهب ثروات الشعب قد تسفرُ عن نتائجَ وخيمة لا تُحمد عقباها عليهم وعلى كُـلّ المتآمرين في العالم، وأن لا خيار أمامهم إلا بيعُ النفط لمصلحة الشعب أَو وقف تصديره، فباطنُ الأرض خيرٌ له من ظاهرها، فلا أعذار لهم بعد الإنذار ومن أراد الدمار فليخالف ذلك القرار.