للكاتبة / أسماء يحيى الشامي
قاسم سليماني.. الشاهد على العصر والقائد الاستثنائي أسطورة الزمان والاسم الأبرز في الصراع مع الاستكبار العالمي، رجل حمل مشروع أمة وتحرك لمقارعة أميركا والكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية "داعش" و"القاعدة" وغيرهما. تكاملت فيه شروط القيادة وحمل هوية الإسلام المحمدي الأصيل، وكان رجل الميدان والسياسة والأخلاق في كل محور المقاومة وكانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة له.
اختصر الشهيد سليماني بشخصيته صفات القائد بكل أبعادها العسكرية والجهادية والسياسية والإنسانية، فلم يخلع سترة القتال وخوذة الحرب، وكان حاضرًا في جميع الميادين والخطوط الأمامية، وهو نفسه ذاك الإنسان الذي كان يوصل الدواء والمواد الطبيّة إلى أولئك الذين حاصرهم الإرهابيون في العراق وسوريا.
وهو شهيد القدس كما وصفه قادة المقاومة الفلسطينية لدوره الكبير في دعم وتمويل وتسليح مختلف الفصائل الفلسطينية لمواجهة الكيان الصهيوني، وهذا يؤكّد الدور المحوري الصادق للجمهورية الإسلامية في إيران في دعم المستضعفين في العالم لا سيما قوة القدس التي كان من اولوياتها دعم ومساندة المجاهدين في فلسطين المحتلة.
لم يعرف الشهيد الراحة طول أربعين عامًا ولم يجلس في مكتبه بل كان يدير المعارك من الميدان العسكري، متنقلاً من جبهة العراق إلى سوريا ولبنان وكل جبهة يستدعي الواجب أن يكون حاضرًا فيها. كيف لا وهو من هزم "داعش" وأفشل المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة؟
إنجازات الشهيد القائد قاسم سليماني كبيرة ولا يمكن حصرها في مقال لا سيما خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة التي كان فيها حديث العالم، حتى استحق أن يقلده قائد الثورة الاسلامية في إيران السيد علي الخامنئي وسام ذي الفقار.
ومع تعاظم قوته العسكرية وتزايد شعبيته لدى الشعب الإيراني والشعوب المقاومة للمشروع الأمريكي، لا سيما بعد دوره الرئيسي في القضاء على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وإسقاط الخطط الأميركية ليس في البلدين وحسب بل في كل المنطقة، وضعته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب وفرضت عليه عقوبات، واعتبره الكيان الصهيوني "الشخصية الأخطر".
الحديث عن الشهيد قاسم سليماني هو حديث عن رجل استثنائي في إخلاصه وشجاعته وحكمته، هذه المواصفات قلّما تجتمع في قائد عسكري ميداني خاض غمار الموت في أكثر من ساحة لكنّه كان المستبشر الدائم الذي يسعى إلى تحقيق الأهداف.
ولا تنفصل جريمة اغتيال قائد عظيم كالشهيد قاسم سليماني عن المؤامرة الكبرى التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية باستهداف كل الدول الرافضة لهيمنتها في محاولة إنهاكها وتعطيل مسيرتها.
وأختم هذا المقال بكلام الناطق الرسمي لـ"أنصار الله" محمد عبد السلام الذي أكد أنّ "الشهيد سليماني جندي أنجبته إيران ورباه الإسلام لتحرير فلسطين"، وأضاف "الشهيدان سليماني والمهندس أثبتا بشهادتهما أنّ أمريكا دولة مارقة ودولة قتل وسفك للدماء، وأنّها لا تستند إلى أحكام قانونية ولا أخلاق عرفية، وجريمة القتل الأمريكية للبطل سليماني ورفيقه المهندس كشفت عظمة ما قاما به في مواجهة مشروع تمزيق الأمة وتفتيتها"