د/ شعفل علي عمير
تتباينُ ردودُ الفعل العربية والإسلامية بتباينِ علاقتِها مع السويد والكيان الصهيوني؛ فكانت بين مندّد أَو صامتٍ في جريمة إحراق المصحف الشريف وبين مندّد على استحياء أَو شامت في الاعتداء الصهيوني الأخير على الشعب الفلسطيني، كانت ردود فعل هذه الأنظمة لا ترتقي إلى حجمِ الجريمة بقدر ما هو مؤشِّرٌ للكيان الصهيوني بالاستقرار في عدوانه ولدولة السويد بأن ردود فعلها لن تتجاوزَ ما وصلت إليه من تصريحات ترفض هذا العمل العدائي تجاه حرق المصحف الشريف والاعتداء الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
لو ارتقى موقفُ السعوديّة تجاهَ الاعتداء على المصحف الشريف كما حصل في موقفها من شقيقتها وجارتها دولة قطر، عندما حاصرتها بل وكادت أن تعتديَ عليها عسكريًّا كما فعلت في اليمن، مثل هذه المقاطعة والحزم والعزم -وهذا ما تطرق إليه السيد القائد -يحفظه الله- أين هي ممن يعتدي على مقدسات المسلمين، أين هي ممن يحرق القرآن الكريم بمباركة رسمية من حكومة السويد؟ لو عملت السعوديّة أَو الإمارات ما يستوجبُ عليها ويفرضُه عليها دينُها وعروبتها في قطع علاقتها مع السويد وإسرائيل لـ اتهمها الغرب بأنها أصبحت غيرَ معتدلة أَو أنها قد أخلّت بنهجها المرسوم لها مسبقًا.
يبدو أن هناك كرتاً أخضرَ لهذه الدول التي وصلت في علاقتها لحدِّ التطبيع مع الكيان الصهيوني بأن لها أن تندّد عندما يكون الاعتداء الغربي أَو الصهيوني متعلقاً بمقدسات الأُمَّــة؛ حفاظاً على مستوى جيد في علاقتها مع شعوبها، سواءٌ أكان الاعتداءُ على القدس الشريف أَو المصحف الشريف، هذه نتيجةُ ما نقرأه من معطيات الواقع، وكأن هذه الأنظمة تقف موقفاً مضادّاً لكل شريف سواءً المصحف أَو القدس الشريفين، أَو الموقف المشرف للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاعتداء الصهيوني، دلالة على أن هذه الأنظمة لديها مشكلةٌ مع كُـلّ ما هو شريف.
لا نطالب تلك الأنظمة بأن تحَرِّكَ قواتها تجاه الدول المعتدية أَو تحاصرها أَو ترسل لها “عاصفةَ حزم” تتبعها “عاصفة أمل”، بل نطالبها بأضعف إيمانها أن تقطعَ علاقتها مع المعتدين، وأن تقاطع منتجاتِهم، أليس هذا أضعفَ ما يمكن أن تقومَ به تلك الدولُ وحكوماتُها المطبِّعة؟!