عبدالغني الزبيدي
في قلبِ العاصمة صنعاء، وقف الجمهوريُّ المقاوِمُ، الرئيس مهدي المشاط؛ ليفتتح نُصبَ “خارطة فلسطين” في تقاطع شارع حدة مع شارع الستين.
من يعرف صنعاءَ يعرف قيمةَ وأهميّة هذا الموقع بالذات، ومن يعرف اليمنيين في العام التاسع من الحصار والحرب الكونية عليهم، سيعي ماذا يعني ألا تنفك الرسائل الرسمية والشعبيّة التي تُبعث من اليمن تباعاً وتقول لكل شعوب العالم: إن (فلسطين في قلب اليمن).
وَفي الوقت الذي تنسلخ حكومات عربية وإسلامية، وكانت آخرها السعوديّة، باتّجاه خيانة فلسطين ومد يد الصداقة للعدو الصهيوني، يجدّد الرئيسُ مهدي المشاط الموقفَ اليمني الأصيل النابعَ من إسلامه وصدقه وشهامته وشرفه وكرمه بأن اليمن مع فلسطين حرةً مستقلة مكتملة، لا مساومة ولا خذلان، موقف ثابت ومبدئي يتكرّر في خطابات قائد الثورة ورئيس الجمهورية وقيادات البلد ونخبه وشعبه، ويتجلى في فعالياته وأدبه وفكره.
وفي النصب التذكاري لخارطة فلسطين مدلولاتٌ لمن يقرأ ويستقرئ، ابتداءً من الخارطة المكتملة للدولة الفلسطينية، متضمنةً أسماءَ كُـلِّ المدن الفلسطينية، ومن ثم عمودان يتوسَّطان الخارطةَ، رُفع على أحدهما شعارُ البراءة (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، والآخر شعار محور المقاومة.
مرةً أُخرى تقولُ صنعاء المحاصَرةُ المحارَبةُ المجوَّعةُ: هنا فلسطين، هنا العروبة، هنا الإسلام، هنا الأصالة، هنا الوفاء، هنا الإسلام في زمن التطبيع والبيع والخذلان والانبطاح تحت أقدام الكيان الصهيوني.
مرةً أُخرى، تتجلَّى المواقفُ المشرِّفةُ التي تعبِّر عن حقيقة دولة الـ21 من سبتمبر وكينونةِ الشعب اليمني الأصيل.