بقلم / فهد شاكر أبو راس
عندما قرّر شعبنا اليمني التصدي لهذا العدوان انطلق وكله أمل بنصر الله سبحانه وتعالى، انطلق وثقته بالله قبل كُـلّ شيء.
ولهذا فلا مجال لليأس في قاموسه أبداً، شعب لديه رصيد كبير من التجربة على مدى التأريخ، ولديه قيم ومبادئ يتلمس فيها العزة والكرامة والحرية ومعها لا يمكن أن ييأس أبداً.
من الممكن جِـدًّا أن يسيطرَ اليأس على شعب لا يمتلك الإيمان وليس لديه تجربة تاريخية ولا حتى إحساس وجدانيّ بتلك القيم وتلك المبادئ التي تشبع بها شعبنا اليمني على مدى تأريخه.
وعلى مدى التأريخ تعرض شعبنا اليمني للغزو فلم يكن الغزو البريطاني هو الأول في تأريخ هذا الشعب المجاهد والمقاوم والداحر للغزاة عبر التأريخ، بل إنه حتى فيما قبل بعثة النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) تعرض شعبنا اليمني للكثير من محاولات الغزو وللبعض من حالات الاحتلال من قبل الغزو البريطاني والغزو العثماني سوى في حقبة الإسلام أَو ما قبل ذلك كان هناك الكثير من المحاولات لغزو اليمن بل أحياناً تعرضت للاحتلال بالكامل، ولكن شعبنا اليمني تمكّن من التحرّر ودحرهم على مدى التأريخ.
ولذلك فإن الشيء المهم هنا هو أن كُـلّ تلك المحاولات لغزو هذا البلد واحتلاله بائت بالفشل وطُرد الغزو البريطاني وكذلك العثماني ومن قبلهم الأحباش و… إلخ.
فاليوم هناك غزو لهذا البلد ومحاولات احتلال تمكّنت من بعض أجزائه، وبالتأكيد فإن المسألة هنا والشيء المهم هنا هو أن شعبنا اليمني يجب أن يكون واعياً ومدركاً لهذه الحقيقة، حقيقة أن هذا البلد هو محط لأطماع الكثير من القوى الاستكبارية في هذا العالم وعلى مدى التأريخ وحَـاليًّا هذا قائم أَو ربما في المستقبل أَيْـضاً من أن هناك من يتطلع إلى غزو بلدنا واحتلاله والسيطرة عليه وهذا هو حال البقية من بلدان المنطقة.
وعلى هذا فإن مسؤوليتنا اليوم كشعب يمني وبالاستفادة من كُـلّ هذه المبادئ والقيم التي ننتمي إليها في ديننا وبالاستفادة أَيْـضاً من ذلك الرصيد المهم والمشرف على مدى التأريخ هي أن نتمسك بهويتنا الإيمانية وأن نستعين بالله ونتوكل عليه وبالإرادَة القوية التي لا تنكسر، مهما تمادى الأعداء في محاولاتهم لغزو بلدنا ومهما تمكّنوا بمساعدة الخونة والعملاء من أبناء هذا البلد من أن يحتلوا أجزاءً منه سوف نتمكّن بقوة الله وعونه من طردهم كما تكمّن أجدادُنا الأوائل من طرد غيرهم من القوى الاستكبارية على مدى التأريخ.