بيعُ الدين بالدنيا مقابل ثمن قليل

بيعُ الدين بالدنيا مقابل ثمن قليل

بقلم / محمد الضوراني

إن الحفاظ على الدين وعلى أن يبقى هذا الدين سليم من كُـلّ اعوجاج من كُـلّ انحراف من كُـلّ ثقافة مغلوطة أتتنا من خارج الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة أمر ضروري لكمال الإيْمَان ولزكاء النفوس وطهارتها.

إن الدين لا يمكن أن يباع مقابل ثمن هو قليل فيما أعده الله لمن يسير على هدي الله لمن ينتهج منهج الله، الدنيا هذه وكل شهواتها وملذاتها لا تساوي شيئاً لما أعده الله للمتقين الصادقين المؤمنين، لذلك لا بُـدَّ أن يعي كُـلّ المؤمنين أنه لا بُـدَّ أن نصلح واقعنا وفق أوامر الله، وفق توجيهات الله ونعدل ما فسد من النفوس؛ لأَنَّ فسادها هو يعتبر طريقاً للضلال.

وأخطر ما يصيب الإنسان المؤمن هو الضلال بعد الهدى مسألة خطيرة جِـدًّا، عندما لا يتأثر الإنسان المؤمن بالهدى ولم يعد يهتم بالهدى فهذا بداية السقوط بداية الانحراف وبالتالي باع دينه بالدنيا مقابل ثمن قليل لا يساوي شيئاً أمام الله، أمام ما أعده الله لمن يسيرون وفق هدى الله وتوجيهاته، لذلك نحن المؤمنين لا بُـدَّ أن نحمد الله على نعمة الهداية وعلى هذه المسيرة القرآنية التي أصلح الله بها النفوس والقلوب وأصلح الله بها الدين ليكون هذا الدين القيم الذي ننال به التوفيق والرعاية من الله في الدنيا قبل الآخرة، الدين الذي يصلح فساد القلوب ويزكي النفوس ويصلحها، هذا الدين الذي لا يمكن أن نبيعه ولو أعطيت الدنيا بما فيها، هذا الدين الذي هو رحمة من الله للعالمين هو رحمة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور نور الهداية.

في مسيرة الله لا بُـدَّ أن نعي أهميتها نعي أهمية أن نعود إلى الله ونتقي الله ونصلح ما فسد من النفوس وفق هدى الله ونتحَرّك لنعمل وفق هذه المنهجية، والله تكفّل برعايتنا بصلاح أمورنا بأن ننال التوفيق الإلهي والرعاية الإلهية والنصر الكبير، نحن اليوم نواجه أعداء الله من الكفار والمنافقين بكل أهدافهم ومؤامراتهم الشيطانية مع المنافقين من هذه الأُمَّه الإسلامية الذين باعوا الدين بالدنيا مقابل ثمن قليل لأعداء الأُمَّــة وأصبحوا مُجَـرّد أدوات تستخدمهم في ضرب المؤمنين وكل الحركات التي تناهض مشروع الضلال ومشروع الاحتلال مشروع التولي لأعداء الله.

نحن الآن في جبهة المقاومة وبالأخص الشعب اليمني الحر والكريم الشعب المؤمن الصادق في إيْمَانه وبقيادة من آل البيت المجاهدين المخلصين لله، الذين لا يخافون في الله لومة لائم فَي إقامة الدين الكامل وهذه نعمة كبيرة من الله بقيادة السيد العلم المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله ونصره- وكل المجاهدين من أبناء الشعب اليمني الذي يتحَرّك وفق منهج الله وتعليماته في مناهضة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يعمل على إضلال الأُمَّــة وأن تسقط في مشروع الشيطان وهذا السقوط هو بوابة الهلاك في طريق نهايته عذاب الله ونهايته جهنم والعياذ بالله.

من سار في مشروع الله وتحَرّك مع المؤمنين فهو من يفوز وينال الخير في الدنيا قبل الآخرة، بينما من سار في مشروع الضلال وباع دينه بدنياه مقابل ثمن قليل فهو من يخسر وخسارة كبيرة عند الله لا يمكن أن تعوض أبداً.