أيا حضرموت لتكُنْ دماؤكِ دون عرضِكِ ودماؤنا دونكِ

أيا حضرموت لتكُنْ دماؤكِ دون عرضِكِ ودماؤنا دونكِ

أمة الملك قوارة

إن من دافعوا عن عِرضِهم وأرضهم وهم حُفاةُ الأقدام، عُراةُ الصدور، وجابوا السهولَ والجبالَ والصحاري والشطآن بسلاحهم المحمول وقوتهم القليل، وحقّقوا بقوةِ إيمانهم وحرارة غِيرتهم ما لم يخطر ببال معتوه أَو عدو وعميل وحتى صديق، أتراهم سيسكتون على ما يجري في جنوب وطنهم، وخَاصَّة ما يجري في حضرموت، أم تراهم سينظرون إلى الأعراض وهي تنتهك والكرامات تدنس دون موقف! هل يا ترى أُمَّـة المليون والمليون محمدي سيغضون طرفهم عن دخول البيوت وغرف النوم على النساء في بلدهم ويسكتون! يأبى الله لهم ذلك وتأبى لهم فطرتهم وإيمانهم وأخلاقهم ونخوتهم، وما يحصل اليوم في حضرموت هو العهد من كُـلّ يمني شريف أنه لن يمر مرور الكرام.

إذا كانت الجراح في حضرموت أَو في أي جزء في جنوب اليمن فالألم والنخوة يجريان في دماء من يقطن في الشمال، فوحدة الدماء كانت ولا تزال والكرامة تتجذر في سهول حضرموت وتثمر على قمم صنعاء، والسيادة قد حكتها تلك الدماء التي قدمها الشهداء دفاعاً وتضحيةً وعن العدوان وأذنابهم إن أصوات النساء التي ارتفعت حرقةً على أعراضهن في غرف نومهن حين تعدى عليهن أدواتكم القذرة، فلقد تخطيتم بذلك الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها البتة، وحين تكون الرسائل واضحة ابتداءً من عروض ذكرى الثورة إلى الميلاد، عندها سيكون آخر الدواء الكي، وترقبوا.

وفي خطوةٍ رخيصةٍ يتمادى العدوان في الجنوب ظناً منه أن الساحة أصبحت مرتعه، فما بين جنود المارينز وأدوات الإمارات والسعوديّة وغيرهم أصبحت حضرموت في مقتبل تنشد حسرة، لكن هناك من إذَا ثاروا أحرقوا وأوجعوا، وَإذَا ما ضربوا بأيديهم أنكوا وشردوا، قبائل حضرموت ذات النسل الشجاع والذي لطالما تغنى التاريخ بهم وعنهم، أما آن الوقت أن تخلدوا إبائكم من جديد وأية حياة تلك يرضاها شرفاؤكم ووجهاؤكم وأبناؤكم وأحفادكم! ما بين هيمنة المحتلّين وأعمالهم القذرة! وإن لم يكن لكم العون والسند منا ومن كُـلّ يمني شريف من نسل الأنصار من أقصى الشمال إلى البحر العربي فلسنا بمحمدٍ رسول الله نقتدي.