التغييرُ الجذري.. بين واقع التأييد والتضليل

التغييرُ الجذري.. بين واقع التأييد والتضليل

قائد عبدالله مارق

إن ما رافق موجهات خطاب قائد الثورة السيد العلم المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- بمناسبة ذكرى المولد النبوي 1445 هجري، وسرعة استجابة القيادة السياسية بإعلان قرارات المرحلة الأولى للتغيير الجذري، في مناسبة عظيمةٍ تُمَثِّلُ عُمْقَ الارتباط بالهُــوِيَّة والنهج القويم لتصحيح مسار إدارة مؤسّسات ومصالح الدولة، نابع ومستمد من أَسَاس قرآني كريم وسيرة نبوية شريفة -على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم-، من تعمد شن حملة إعلامية شعواء لأبواق قوى العدوان وأدواتها من المرتزِقة والمنافقين والعملاء والمندسين، لَهو الدليلُ الواضح والقطعي بمدى تأثيرها وانعكاساتها على تعزيز معالم انتهاء واكتمال أركان واقع الفشل الذريع للعدوان، على كُـلّ مستويات المواجهة العسكرية والسياسية والشعبيّة، وارتفاع حجم ومستوى مخاوف خطورة المرحلة المقبلة مقارنة بالمرحلة السابقة عليهم؛ لما تمثله تلك القرارات الجذرية من أهميّة بالغة في رسم سياسة وتوجّـهات بناء معالم النواة الرئيسية لنشأة دولة الجمهورية اليمنية ذات الإرادَة والقرار اليمني الحر والمستقل، وانتهاء عهود الوصاية والاحتلال والعمالة والارتزاق، التي سادت المشهد اليمني منذ عقود، بل وعلى مدى قرون من الزمن الطويل في عصر اليمن.

تحاولُ قوى العدوان بكل السبل تضليل الحقائق، وفي الحقيقة أننا وباتِّخاذ القيادة الثورية الحكيمة قرارات التغيير الجذري بلغنا مشارف جني لب ثمرة ثورة 21 سبتمبر، والمتمثلة في بناء الدولة اليمنية المنشودة بعد معاناة طويلة من التضحيات والتحديات والمعوقات الجسيمة، التي تعد ثمناً باهظاً بغية تحقيق إرادَة الشعب اليمني في نيل الحرية والاستقلال الحقيقي والمكمل للحلم المفقود في الثورات السابقة.

ومن هنا نؤكّـد أنه لا غرابة إطلاقاً في أن كان كُـلّ ذلك هو حقيقة ما يجهله الكثير ممن لا يزال مرتهن لسياسات الاحتلال والوصاية والعمالة والارتزاق لقوى العدوان، التي ستظل تصارعُ وتحاولُ حتى الرمق الأخير؛ للتمسك ببسط نفوذها ووصايتها ولو على جزء جغرافي صغير ومحدود من الجمهورية اليمنية، لطالما وهي لا تزال تجد لها أدوات من أنظمة العمالة والارتزاق الذين قد تقرّر وتيقن لديهم بأنه لم يعد لهم موطئ قدم ولا مجال للعودة إلى الوطن من واقع ومنطلق عدائي محض، وهو ما يجب -ولأجله يتوجب- على جميع المغرر بهم ممن لا يزالون رهن تضليل سياسة العمالة والارتزاق للتحرّر وعليهم أن يعوا ويفطنوا أهميّة اغتنام فرصة العفو لمبادرة العودة إلى حضن الوطن وسيجدون عفو وسماح القيادة القرآنية، فالوطن يتسع للجميع والنصح موجه إلى وجوب أن يعي ذلك أَيْـضاً ممن هم في الداخل ويدعون الوطنية، بأنه لم يعد هناك أي مجال أمام كُـلّ من تسول له نفسه خدمة قوى العدوان في مثل هذا الظرف وهذا التوقيت تحديداً الذي بلا شك سيكون مصيره حتمي بالخزي والعار والفشل المحسوم، بفعل وقوف قاعدة شعبيّة كبيرة من القبائل وأحرار الشعب المساندين لقوات الجيش والقوى الأمنية المتحلية بأهبة الاستعداد والجهوزية لتنفيذ قرارات قيادتها القرآنية والوطنية وحماية المكتسبات.