بين الطغيان الأموي والطغيان الأمريكي والإسرائيلي!

بين الطغيان الأموي والطغيان الأمريكي والإسرائيلي!

كذلك في زمننا هذا لا يَقِلُّ الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ومن يدور في فلكه من المنافقين، من المنتمين إلى هذه الأمة، لا يَقِلُّ عن الطغيان الأموي، لا فيما يشكله على هذه الأمة من تهديد في دينها، وهو يُحَرِّفُ مفاهيم دينها، وتعاليم دينها، ومبادئ دينها، ولا في واقع حياتها، فيما يشكله من تهديدٍ لها في أمنها، وسلمها، واستقرارها، واقتصادها، وحريتها، واستقلالها، وكرامتها.

 

نحن نرى بوضوح أن الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يستهدف أمتنا قتلاً وتنكيلاً بكل الأشكال، ما كان بشكلٍ مباشر، وما كان من خلال الأدوات، التي يشغلها ويستغلها في استهداف هذه الأمة.

 

يستهدف أمتنا في حريتها، واستقلالها، وكرامتها، وعزتها، واقتصادها، وثرواتها، يستهدفها بكل أشكال الظلم، وأنواع الاستهداف، ومسألته مسألةٌ واضحة، ليس هناك من أي شك في باطل أمريكا، وفي باطل إسرائيل، ولا التباس في ذلك، ولا التباس في أنها تستهدف أمتنا، وأن ساحتنا هي ساحة يخوضون فيها معركةً واضحةً ضد هذه الأمة في كل المجالات.

 

ومع ذلك- أيضاً- لا لبس فيما يقوم به عملاؤهم، وفي ارتباطهم بهم، هل هناك التباس في مدى ارتباط النظام السعودي بأمريكا، وولائه لأمريكا، وعلاقته بإسرائيل، وتحالفه مع أمريكا وإسرائيل؟! هذه مسألة معلنة، صريحة، واضحة، معترفٌ بها، لا يجادلون فيها، لا ينكرونها، هم يفتخرون بذلك، هم يتباهون بذلك، هم يعلنون ذلك، ولا فيما يفعله النظام الإماراتي كذلك، ولا من ينحو ويحذو حذوهم، مسألة واضحة لا التباس فيها.

 

لا التباس في أن كل ما يفعلونه في منطقتنا العربية والإسلامية، هو في هذا الإطار: في إطار تحالفهم مع أمريكا، في إطار علاقتهم بإسرائيل، في إطار تحالفاتهم مع أعداء الأمة، ما يفعلونه هم والتكفيريون معهم، سواءً في عدوانهم علينا في اليمن، سواءً فيما فعلوه في العراق، فيما فعلوه في سوريا، في عدائهم للجمهورية الإسلامية في إيران، في مؤامراتهم الشديدة والكثيرة والمتوالية على لبنان، فيما يفعلونه بشعب البحرين، في مؤامراتهم على شعوب هذه الأمة بكلها، وهم يزرعون الفتنة بكل أشكالها، ويثيرون الفرقة بين أبناء الأمة تحت مختلف العناوين، ويشتغلون لتوظيف كل الأزمات، وكل النزاعات، وكل الصراعات، لما يخدم أمريكا وإسرائيل، هذه أمورٌ واضحة، أمورٌ جلية لا لبس فيها.

 

عندما بدأ هذا العدوان على شعبنا، وإلى اليوم وهو يرتكب أبشع الجرائم: جرائم القتل الجماعية، الجرائم التي اعترف كل العالم بأنها جرائم بشعة، لم يستطع حتى أعداء الأمة، لم يستطع حتى الأمريكي، وحتى الأوروبيون، وحتى من ليسوا من أبناء هذه الأمة، لم يستطيعوا أن يغطوا عليها، اعترف كل العالم بأنها جرائم وحشية وبشعة جداً، وأُدرِجَت على أساسها مراراً وتكراراً قوى العدوان وتحالف العدوان في مختلف القوائم، وقيل عنهم مختلف ما يقال عن المجرمين والظالمين والمفسدين، مع ذلك، مع وضوح هذه الجرائم، مع وضوح أهدافهم حتى من العدوان على بلدنا، ومع عدم الالتباس، لكن يمكن لمن يفقد البصيرة، لمن هو أعمى القلب، أن يتجاهل كل هذه الحقائق، وأن يتظاهر بالالتباس، وأن يتأثر بكل العناوين الأخرى، التي ترفع إمَّا للتضليل، وإمَّا للتبرير، وإمَّا للتشويش، يمكنه أن يتأثر بها بكل بساطة.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ