محمد منصور
الخروجُ الكلي لكُلِّ قيادات المرتزِقة من كُـلِّ الجغرافيا المحتلّة، وتناثرهم في عواصمَ مختلفةٍ، لا يعكس فقط التدهورَ الحادَّ في حياة الناس في المناطق المحتلّة، وارتفاع منسوب الغضب الشعبي هناك، الأمر أكبر من ذلك؛ إذ نلاحِظُ تحَرُّكاتٍ أمريكيةَ وبريطانية في المحافظات الجنوبية غير مسبوقة، ولكنها مفهومة بالنسبة لنا.
هل تتجه واشنطن ولندن -بعد أن أتلفت معظم مراكبها في نهر التحدي اليمني الكبير- إلى سياسة الأرض المحروقة بين عناصرها من المرتزِقة؟!
بمعنى آخرَ، هل تترُكُ للرصاص بين مرتزِقة الإمارات ومرتزِقة السعوديّة أن تكون له الكلمةَ العليا في قادم الأيّام؟!
هذا سيناريو يضاعِفُ من إمْكَانيةِ حدوثه الغليان الحادِّ في شارع المحافظات الجنوبية.
في المقابلِ، ووسط الفوضى المتوقعة وربما المدروسة أمريكياً وبريطانياً في الجنوب المحتلّ، تندفع واشنطن ولندن إلى إنزالٍ عسكري مكثّـف في المحافظات الجنوبية المحتلّة، سيركز على السواحل والمضائق تحت مبرّر حماية الملاحة الدولية.
أهم مصاعب هذا السيناريو هو حيثيةُ صنعاء وما تمثله من جدار حماية من الفولاذ لكل متطلبات السيادة اليمنية؛ إذ تعجز واشنطن ولندن حتى الآن في تخمين حجم ونوعية رد صنعاء في حال إسقاط هذا السيناريو على الأرض.
لنترك لندن وواشنطن تخمنان كما تريدان، رَدُّ صنعاء خارج التوقع والتخمين، نحن جاهزون أكثرَ مما يتصوَّرُ أعداءُ اليمن، وإنَّ غداً لناظره قريب.