محمد زيد الموشكي
لو نشاهد الواقعَ بعيدًا عن مزايدات المزايدين وعويل ودموع المعتدين والمحاصِرين لشعبٍ كاملٍ لَوجدنا -وهي الحقيقة- أن تعز تحاصرُها هذه الدموعُ الكاذبة، ويحاصرُها كذلك مصالحُ مَن رفض مبادرة تجنيب هذه المحافظة ويلاتِ الحروب والدمار منذ أول أَيَّـام العدوان الغاشم في عام ٢٠١٥م، وهو حزب “الإصلاح” ومليشياته الذين يرفضون اليومَ ومن جديد مبادرةَ أنصار الله، قبل حوالي ٧ أشهر، الخَاصَّة بفتح الخطوط الرئيسية لمدينة تعز، والتي لم تكُن مبادرةً إعلامية للمزايدات -كما يقول البعض- بل طبّقها أنصارُ الله في الواقع العملي في الميدان، من خلال صيانة وفتح المنافذ الذي تؤدِّي إلى المدينة، بل وحرَّكوا عدداً كَبيراً من الباصات المدنية الذي تحملُ المواطنين عبر هذه المنافذ، والتي استُهدفت بعد دخول مناطق المرتزِقة بالرصاص الحي، كرفض صريح وعملي من قلبهم لمبادرة أنصار الله.
البعض سيقول: وما مصلحة حزب الإصلاح في بقاء مدينة تعز تحت الحصار؟!
أقول لهم: إن مصلحة حزب الإصلاح في استمرار الحصار هي نفس المصلحة الذي جعلتهم يرفضون تجنيبَ مدينة تعز الحرْب والدمار في أول العدوان، وهي مصلحة المادة والتجنيد والتحشيد لصالح مشاريعهم التدميرية الارتزاقية في هذه المدينة المنكوبة.
بقاء مدينة تعز محاصرةً يعني بقاءَ التحريض والتحشيد والاستغلال السياسي والإنساني والاقتصادي لصالح حزب الإصلاح.
وبقاء مدينة تعز محاصَرةً يعني بقاء التباكي في كُـلّ المحافل الدولية؛ لكسب المواقف والأموال وَالتبرعات لهذه الجماعة الارتزاقية.
وبقاء مدينة تعز محاصرة يعني بقاءَ الاستغلال المادي والإتاوات والرسوم المفروضة من قبل الحزب على اقتصاد المدينة.
وبقاءُ مدينة تعز محاصَرةً يعني بقاءَ سكان المديريات المحرّرة محرومين من الوصول إلى أهلهم وناسهم الساكنين في المدينة.
وبقاءُ مدينة تعز محاصَرةً يعني بقاءَ المساومة السياسية تجاه أي التزام يُفرَضُ بأية تفاوضات أَو اتّفاقيات بخصوص رفع الحصار الغاشم القائم الآن على أكثر من ٧٠ % من عدد سكان اليمن وَالقابعين في المناطق المحرّرة؛ وهو الأمر الأكثرُ استخداماً واستغلالاً من قبل هذا الحزب تجاه أية تفاهمات أَو اتّفاقيات مع دول الحصار.
وهنا عندي سؤال عكسي: ما الفائدةُ الذي سيجنيها حزبُ الإصلاح في حالة تم رفعُ الحصار عن مدينة تعز، وهم لديهم خطوطٌ معبَّدةٌ وجاهزةٌ تربطُهم بعدنَ عن طريق لحج، ولا يحتاجون المنافذَ الذي بيد أنصار الله أبداً؟!
كذلك أليس رفعُ الحصار في ظل وجود كُـلّ هذا التوظيف وكلّ هذه الفوائد المذكورة يُعتبَرُ خسارةً حقيقيةً للحزب؟!